TG Telegram Group Link
Channel: قناة صلاة الفجر
Back to Bottom
رفقاً بنواياكم فسوء الظن خصلة سيئة

أشقى النَّاس من يتوقَّع الشقاء؛ فهو يتوهَّم الخوف ثمَّ يخاف مما يتوهَّم، ثم يخاف أن يكون الأمر أكبر مما توهَّم! الله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ.}
لَعَمْرُكَ ما المَكْرُوهُ إلاَّ ارتِقابُهُ
وأبْرَحُ مِمَّا حَلَّ ما يُتَوَقَّعُ.

مجالسة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار وتبعث الكآبة بالنفس، والتشاؤم هو تسوس الحياة وسوء الظن بها، وهو علامة العجز، فلا تظن بكلمة صدرت من أخيك شراً وأنت تجد لها في الخير محملاً.
*اللهم أنجِ المستضعفين من المؤمنين.*

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
أغبى الناس من ضلَّ السفر وقد قاربَ المنزل

ليس الشأن في العمل؛ إنما الشأن في حفظ العمل مما يُفسده ويُحبطه، فإياك أن تهدم ما بنيت، وتنقض ما أحكمت، ولا تغتر بقوة إيمانٍ أو كثرة عمل واسأل الله الثبات، الله تعالى يقول: {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا.}

من برهان شكر العبد لربه إذ صام عمَّا أحلّ الله رغبةً، أن يصوم عمَّا حرَّم رهبةً، فلا يليق عقلًا بعد هذه الطاعات العظيمة في رمضان أن يعود إلى الذنوب والمعاصي، كان النبي ﷺ يتعوذ من الحَوْرِ بعدَ الكَوْرِ أي مِن النُّقصانِ بعدَ الزِّيادَةِ، أو مِن فَسادِ الأُمورِ بعدَ صَلاحِها.
*رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ.*

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
الماديات تبلى والخلق يتغيرون

في العلاقات ‏ستظل تتفاجأ بردات الفعل التي لم تكن تتخيلها، لتصل إلى يقين تام بأن كُل شيء مُمكن أن يتغيّر؛ وأنّ الله سبحانه هو الأمان الوحيد، الله تعالى يقول: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ.}

قد تنتابك مخاوفٌ وهموم حول مستقبلك ولكنّها تتلاشى عندما تُصلِح ما بينك وبين الله سبحانه فيكفيك ما بينك وبين الخلق، فمن قام بحقوق الله عليه؛ فإن الله جل جلاله يتكفل له بالقيام بجميع مصالحه في الدنيا والآخرة، كُن لله كما يُحب يكن لك كما تحب.
*اللهم ربنا ورب المستضعفين نسألك نصرًا*

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
ما كرهتَ أن يراهُ الناسُ فلا تفعلهُ إذا خلوتَ

حين يستقر في نفسك أن الله سبحانه يراك وأنه معك في كل حين، فتستحي من الله أن يراك مقصرًا في فريضة، أو مرتكبًا لمعصية، الله تعالى يقول: (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى)

قال ﷺ: (استَحْيُوا مِن اللهِ حَقَّ الحياءِ، فقُلْنا: يا نَبيَّ اللهِ إنَّا لِنَسْتحْيي، قالَ: ليْسَ ذلكَ، ولكِنْ مَن استَحْيا مِن اللهِ حَقَّ الحياءِ، فلْيَحْفَظِ الرَّأْسَ وما حَوى، والبَطْنَ وما وَعَى، ولْيَذْكُرِ الموتَ والبِلى، ومَن أرادَ الآخرةَ ترَكَ زِينةَ الدُّنْيا، ومَن فعَلَ ذلكَ فقدِ استَحْيَا مِن اللهِ حَقَّ الحياءِ،) صحيح، فالحَياءُ مِن أنبَلِ الأخْلاقِ وأعْلاها. *رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا.*

يوم الصلاة والسلام على النبي المختار
*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
قل خيرًا تغنم أو اسكت عن سوء تسلم

قَلَّ مَن يَصمُتُ عَمَّا لا يَعنيه، ويُمنَعُ عنِ التَّسارُعِ إلى النُّطقِ بما يَشينُه ويُؤذيه في دينِه ودُنياه، كان لُقمان عند داودَ وهو يسرِدُ الدِّرعَ، فجعل يفتِلُه هكذا بيدِه، فجعل لقمانُ يتعجَّبُ ويُريدُ أن يسألَه، فتمنعُه حِكمتُه أن يسألَ، فلمَّا فرغ منها ضمَّها على نفسِه، وقال: نعم دِرعُ الحربِ هذه، فقال لقمانُ: إنَّ الصَّمتَ من الحُكمِ وقليلٌ فاعلُه، كنتُ أريدُ أن أسألَك فسكتُّ حتَّى كَفيْتَني.

قال ﷺ: (مَن صمَتَ نجا،) وإن من الحكمة في الأمور الصمت وعدم الاستعجال، فالندم على السكوت خير من الندم على القول. *وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا.*

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
صل فإنّ الموت آت وحذاري من هيهات

الصَّلاةُ لقاءٌ بيْن العبدِ وربِّه فعلى العبد أنْ يَستعِدَّ لهذا اللِّقاءِ ويَتأدَّبَ بالأدَبِ اللَّازِمِ مع اللهِ سُبحانه وتَعالَى، من إسباغ الوضوء وحضور القلب.

إقامة الصَّلاةِ هي لمن أَدَاءَهَا فِي وَقْتِهَا، وهي من أحب الأعمال إلى الله تعالى، (بيْنَما نَحْنُ نُصَلِّي مع النبيِّ ﷺ إذْ سَمِعَ جَلَبَةَ رِجَالٍ، فَلَمَّا صلّى قَالَ: ما شَأْنُكُمْ؟ قالوا: اسْتَعْجَلْنَا إلى الصَّلَاةِ؟ قَالَ: فلا تَفْعَلُوا إذَا أتَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَعلَيْكُم بالسَّكِينَةِ، فَما أدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وما فَاتَكُمْ فأتِمُّوا، صحيح.) مَنْ أَخَّرَها عَنْ وَقْتِهَا فلَا يَكُونُ مِنْ مُقِيمِي الصَّلَاةِ، *رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء.*

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
أجَلك بيد الذي خلقك إن أحسنت اختيار ثوابك؛ فأجمل أيام عمرك سيكون يوم موتك.

إن همَّ الرزق قد أكل قلوب الخلق وسيطر على عقولهم فعطّلوا من أجله ما كُلفوا به وهم قد كُفُوه، إنّ انشغال الإنسان أو نسيانه لقضية الأجل يجعله في هم ونكد وضيق، الله تعالى يقول: {وَما كانَ لِنَفسٍ أَن تَموتَ إِلّا بِإِذنِ اللَّهِ كِتابًا مُؤَجَّلًا وَمَن يُرِد ثَوابَ الدُّنيا نُؤتِهِ مِنها وَمَن يُرِد ثَوابَ الآخِرَةِ نُؤتِهِ مِنها.}

المؤمن بين مخافتين بين أجل قد مضى لا يدري كيف صنع الله فيه و بين أجل قد بقي لا يدري كيف الله بصانع فيه فليتزود المرء لنفسه من دنياه لآخرته.
*اللهم أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف.*

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
اللغو: خوضٌ في باطل وتشاغُل بما لا يُفيد

إنَّ معْظم ما يَشتغِل فيه كثير من الناس في مجالسهم اللغو، وقد يكون فيه كذب ونميمة وكلام زور وسب وشتم ولعن وقذف وغيبة، الله تعالى يقول: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ.)

قد تجد مَن جرَّد لسانه يلوك الأعراض وينهشها دون مروءة أو حياء، وحتى أفاضل الناس مِن العلماء والصالحين وغيرهم لم يسلموا، اللسان مَزلَّة قدَم؛ فإمَّا أنْ يُوردك إلى الجَنَّة، أو يُرْدِيك في النار، والله تعالى خصَّ المؤمنين بالذكر بأنهم عن اللغو معرضون، فهلّا تنبهت؟!

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
كُن من هؤلاء: خلقٌ هم أهلٌ لحوائج الناس

إن تفريج الكروب أعظم من تنفيسها إذ التفريج إزالتها أمّا التنفيس فهو تخفيفها، والجزاء من جنس العمل فمن فرج كربة أخيه فرج الله كربته والتنفيس جزاؤه تنفيس مثله، قال رسول الله ﷺ: (إنَّ للهِ أقوامًا اختصَّهم بالنِّعمِ لمنافعِ العبادِ، يُقرُّهم فيها ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم، فحوَّلها إلى غيرِهم،) صحيح.

إن من رحمة الله أن خلق سبحانه للمعروف أهلًا فحببه إليهم؛ يسارعون إلى إسداء المعروف وخدمة إخوانهم بنفوس راضية وأخلاق حسنة ووجوه مبتسمة، فنعم الرجال أولئك ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة.
*اللهم أنجِ المستضعفين من المؤمنين.*

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ

قسمٌ ترتعد له القلوب وسؤالٌ لا بدّ أن يُطرح علينا؛ وبعد الجواب إما نجاة أو هلاك، أوّلها الصلاة؛ فإن كانت مقبولة نُظر في الباقي من أعماله، لذا أكثر من النوافل لتُكْمِل بِها ما انْتقَصَ من الفريضةِ فقد كانت وصيته ﷺ .

يُقسّم النعيم إلى ضروريات وكماليات، ومَن لا يشعر أنَّ شربة الماء ولقمة الطعام من النعم التي تستوجب الشكر ويظن أنَّها تظهر في القصور والمراكب الفارهة فقد أخطأ، فمن كان له مسكن وأهل يأوي إليهم آمنًا معافى وعنده قوت يومه فهو من الأغنياء.
*ربنا أفرغ علينا صبرًا وتوفَّنا مسلمين.*

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

إذا أسلم المرء كفَّر الله عنه ما كان عليه من الذنوب، فالواجب على من وقع في ناقض من نواقض الإسلام من سب، أو إحلال لما حرم الله أن يتوب إلى الله وأن يبادر بالتوبة الصادقة والإصلاح، الله تعالى يقول: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا.} 

قال ﷺ: (إِذَا أسْلَمَ العَبْدُ فَحَسُنَ إسْلَامُهُ، يُكَفِّرُ اللَّهُ عنْه كُلَّ سَيِّئَةٍ كانَ زَلَفَهَا، وكانَ بَعْدَ ذلكَ القِصَاصُ: الحَسَنَةُ بعَشْرِ أمْثَالِهَا إلى سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ، والسَّيِّئَةُ بمِثْلِهَا إلَّا أنْ يَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهَا، صحيح.) التوبة تهدم ما قبلها.

ليلة الصلاة والسلام على النبي المختار
*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
اللسان ليس عظمًا لكنه يكسر العِظام

وجدت سكوتي متجرًا فلزمته إذا لم أجد ربحًا فلست بخاسر، وما الصمت إلا في الرجال متاجر وتاجره يعلو على كل تاجر.

إذا كنت من العقلاء فكّر في قول الله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} واعلم أنّ كل ما يُتكلم به من الجد والهزل والغضب يسجله الملكان، فهل يسرُّ العاقل أن يرى في كتابه حين يُعرض عليه يوم القيامة ما يسوؤه؟ فيحزن ويندم حين لا ينفع الندم. فاحفظ لسانك من الكلام؛ فالندم على السكوت أفضل من الحسرة على الكلام.

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
مِن صفات الأولياء سلامة القلب

ليس الطريق لمن سبق إنما الطريق لمن صدق، فكم من مقتصد بالعبادات سابق بالدرجات وما ذلك إلا لسلامة الخفيات، الله تعالى يصف النبي إبراهيم ﷺ: {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ.} اختصر إبراهيم على نفسه الطريق وركَّز على قلبه فوصل إلى ربه مبكرًا.

أجمع السائرون إلى الله تعالى أنّ القلوب لا تُعطى مناها حتى تصل إلى مولاها ولا تصل لمولاها حتى تكون سليمة؛ وسلامة القلب تعني التخلي عن كل ما علق به من أمور الدنيا من شهوات وشبهات، والتحلّي بذكر الله.
*ربنا أخلف على إخواننا أضعاف ما فقدوا.*

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
لا تيأس وإن أذنبت؛ فغاية الشيطان أن تكسل

مهما بلغتَ من الصلاح لن تكون معصومًا من الذنوب ولا بدَّ أن يمسَّك طائف من الشيطان، لكن بقَدَرِ تقواك تتنبّه وتبصر خطأك وتعود لربك، الله تعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ.}

إن المتقي إذا أحسّ بذنب كفعل محرم أو ترك واجب، تذكَّر فأبصر واستغفر الله تعالى فردَّ شيطانه خاسئًا حسيرًا قد أفسد عليه كل ما أدركه منه، فأنت تتعثر وتخطئ في حق الله وهو يصفك بالتقوى؛ سبحان الله الحليم.
*اللهم ردنا والمسلمين إليك ردًا جميلًا.*

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
للاستغفار معنى لا يُدركه إلا القلب الصالح

في جوف الليل يطلب الناس راحة أبدانهم بالنوم، ويطلب المؤمنون راحة قلوبهم بالاستغفار، وخُصصت الأسحار بالاستغفار لأن الدعاء فيها أقرب إلى الاجابة والعبادة أشق والنفس أصفى.

الله تعالى يقول: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ.} في الأسحار تتغير الأحوال والأقدار إلى أحسنها، وذلك بالوقوف بين يدي الله جل جلاله، فإن لم تنافس الصالحين في أعمالهم؛ فكن منافسًا للمذنبين في استغفارهم، فالاستغفار يدفع، يرفع، ينفع، ويشفع.
*فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا.*

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
كُن كالياسمين يهدي عبيره للناس بلا استثناء

إذا أساء إليك أحدٌ فلا تجعل إساءته لك سببًا في إنزال قدرك وسوء ردك، ولا تعامله بالمثل بل قابله بالإحسان، إن قطعك فَصلْهُ وإن ظلمك فاعفُ عنه، وهذا ليس بالسهل على النفس؛ يكفيك أنّه يُنادي منادٍ: (ليقمْ من أجره الله.) وهم العافون عن الناس.

الله تعالى يقول: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أحْسَن.} قد يكون من الحكمة أن تترك الباب مواربًا لا تغلقه بالكلية، لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا، فالدفع بأحسن الأقوال والأعمال موجبٌ لحصول الألفة والاتفاق والتعاون على مصالح الدنيا والدين. *اللهم أطعم إخواننا من جوع وآمنهم من خوف.*

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
رَحِم الله عبدًا عظّم ما عظمه الله تعالى

نحن في بداية الأشهر الحرم التي اختصها الله تعالى، من جهلها فقد فاته خير عظيم، وهي ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب، فجعلهن حرمًا وعظَّم حرمتهن وجعل الذنب فيهن أعظم والعمل الصالح والأجر أعظم.

الله تعالى يقول: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ.} لا يليق بالمسلم أن تكون معرفته بالأشهر الميلادية أقوى من علمه بأشهر الله الحُرم، فمن قصُرت همَّته عن الازدياد من العمل الصالح فيها فليرحم نفسه بالكف عن المعاصي.

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
صاحب الهمة العالية فعله يسبق قوله

لاتغتر كثيرًا بصلاح حالك وشدة استقامتك، فالقلوب تتقلب وتتفلت وتزيغ والمثبت هو الله سبحانه فاسأله الثبات، ولولا ربط الله على القلوب لتساقط الثقاتُ عند الفتن.

الله تعالى يقول: {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ.} ثبّتهم الله بنور الإيمان حتى صبروا على هجر دار قومهم ومفارقة ما كانوا فيه من العز ورغد العيش ففروا بدينهم إلى الكهف، هم قاموا فقالوا أما نحن نقول ولا نقوم! *رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا.*

يوم الصلاة والسلام على النبي المختار
*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
العلم يرفع صاحبه ما لا يرفعه المال والجاه

تدبر كتاب الله تعالى والعِلمُ به مفتاح للعلوم وبه يُستَفتح كل خير ويزداد الإيمان في القلب، فالقرآن يقرأه الناس بالليل والنهار لكن يتفاضلون في فهمه تفاضلًا عظيمًا، قال رسول الله ﷺ: (إنَّ اللهَ تعالى يَرفَعُ بهذا الكِتابِ أَقوامًا، و يَضَعُ بِه آخَرينَ.) صحيح.

مَن قَرأ القرآن وَعَمِلَ بمُقتَضاهُ مُخلِصًا لله يرفعه الله تعالى في الدُّنيا بِأنْ يُحيِيَه حَياةً طَيِّبةً وَفي الآخِرةِ يَجعَلَهُ مِن أهلِ الدَّرجاتِ العُلا، ويَضَعُ قدْر الَّذين لم يُؤمِنوا به أو آمَنوا ولكنَّهم أضاعُوه وتَرَكوا العَمَلَ بِما فيهِ فَيَجعَلُهم في شَقاءٍ وضَنكٍ، فكلّ شيء يتعلق بالقُرآن مُباركًًا؛ الصُحبة والوقت والمجالِس.
*اللهم أنجِ المستضعفين من المؤمنين.*

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
لا تجعل همَّك يَقتُل هِمَّتَك

إنْ بعُدَ الأمل وتقطعت الأسباب ودنا اليأس، لا تقل من أين ولا كيف ولا متى؟ قُل: يأت بها الله فرجًا بعد كرب ويُسرًا بعد عسر، الله تعالى يقول على لسان لقمان: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ.}

ضَرَبَ لقمان المثل بحَبِّ الخردل المعروف عند العرب أنها أصغر وزنٍ لحبة نبات، وخصَّ الصخرة بالذكر لشدتها وصعوبة الوصول لداخلها، فغرس الخوف من الله تعالى وقدرته سبحانه في قلب الابن له أثرٌ عظيم في التربية، ولِكُلّ حاجةٍ رغبت بها ودمعت عيناك قُل بيقين: {يَأْتِ بِهَا اللَّهُ.}

*صلاة الفجر يرحمكم الله.*
HTML Embed Code:
2024/05/13 00:13:37
Back to Top