TG Telegram Group Link
Channel: د. جمال الباشا - القناة الرسمية
Back to Bottom
رسالة من فتاة غزاوية، طالبة علم عشرينية، تُفرح القلب وتقرُّ العين، تصف ما تشعر به من النعمة رغم الألم والجراح، وتتلمح المنحَ الربانية من عُمق المحن الإنسانية. إنه الإيمان يا سادة!!
هنيئا لكم يا أهل غزة الأنقياء، فقد أعدتم إلى وعي الأمة سالف مجدها التليد، ومجد سلفها الحميد.

👇👇👇👇

إلى أُهيل البرامج العلمية، من قلب مدينة غزة أحييكم بتحية الإسلام الخالدة فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بعد أكثر من خمسين يوماً على اندلاع هذه الحرب على قطاع غزة -والتي لم أشهد مثلها خلال سنواتي العشرين كلها-، أتحدث إليكم بعزيمة أوقدها الحزن والألم، لأُخبركم أن غزة بخير كبير والحمد لله.
لا أخفيكم أن ما عشناه ورأيناه في الأيام الماضية كان أمراً مهولاً من الصعب على الذهن أن يتصوره؛ ألم، فقد، دمار، خوف، جوع، عطش، والأشد من ذلك والأنكى: شعور عميق بالخذلان.

لكن لأخبركم شيئاً:
والله وأيم الله وتالله وبالله، ما فتحه الله على قلوبنا من معاني الإيمان كان أشد من كل هذا وأعظم، كانت سورة آل عمران والأنفال والتوبة والأحزاب تتنزل على قلوبنا تسكنها مما أصابها بعدما زُلزلت زلزالاً شديداً.
كيف بك وأنت في قمة حزنك و همك و خوفك وأنت تقرأ قوله تعالى: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)، وغيرها آيات وآيات كثيرة كنت أقرؤها في الصلوات الجهرية على وقع الانفجارات الهائلة وتطاير الشظايا أثبت بها قلبي وقلوب من استطعت من أهلي.

لا أخفيكم أن شعور الخذلان يفُتّ العضد إلا أنه أيضاً يفتح على القلب فتوحاً لربما يغبطنا أهل النُهى عليه،
عندما تسجد بين يدي الله -جلَّ جلاله- باكياً شاكياً وهو سبحانه يعلم حالك وما لحق بك، فلا ترفع رأسك إلا وقد وهبك الله سكينة لا يعلم عظمتها إلا من ذاقها، تشكو تكالب الأعداء من كل جانب، و الحصار المطبق، و الخذلان العميق، فتخرج من هذه الشكاية بالآتي:
أنت في معركة حقٍ وباطل، وأنت في جانب الحق والحمد لله، والله ناصر الحق ولو بعد حين، وأنت إذ تشكو الخذلان ألا يُرضيك أن يرجع المتخاذلون برضى أربابهم من الفجرة، وترجع أنت برضى مالك الملك، وحُسن الظن بالله أنه لن يخذلك ولن يجمعك مع أهل الباطل في مكانٍ واحد يوم الفزع الأكبر، وهل عشنا في الدنيا إلا لهذا، فهنيئاً لك إذاً، فالزم الصبر واثبت حتى يحكم الله.

لذا ليس غريباً أن أقول: الحمد لله على نعمه، الحمد لله أنني من غزة، ووالله ما أحببت أن لي بشهود هذه الحرب و الثبات فيها مثل أُحدٍ ذهباً، فالحمد لله الذي أشهدنا يوماً أعز فيه الإسلام فدفعنا ثمن هذا العز من دمائنا وأموالنا وما جزعنا، فاللهم اجعلنا من الشاكرين لهذه النِّعَم العظيمة.

أما أنتم يا أُهيل البرامج العلمية:
فبعد انقطاع الانترنت عن منطقتنا لمدة خمسين يوماً، عاد الآن لأرى ما كنت أتوقع منكم فبارك الله فيكم، والله إني كنت أصبِّر أهلي بكم، وأقول لهم إن في العالم الإسلامي أناساً عقدوا العزم على نصرة الدين ولا أحسبهم بعد ما أصابنا إلا ازدادوا بأساً وعزماً.
فاثبتوا بارك الله فيكم، والزموا ثغوركم، واستعدوا لإمامة المسجد الأقصى فقد بات هذا أقرب من ذي قبل.

هذه رسالتي لكم أُربِّتُ فيها على أكتافكم بيدي الجريحة، أذكِّركم الله في أمتكم، ولا أدري ما يحدث لي بعد يومي هذا، فأوصيكم: أن استعينوا بالله ولا تعجزوا، (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون).

✍🏻طالبة في البناء المنهجي3

#إسفار
درس صلاة الجنازة!!
اليوم بعد صلاة الجمعة صلينا صلاة الجنازة على الغائب، وهو كل من قُتل من إخواننا في غزة وهو تحت الأنقاض ولم يُصلَّ عليه، ونحن نفعل ذلك كلَّ جمعة وهو أمر طيب لا خلاف عليه ونسأل الله القبول.
كالعادة عند صلاة الجنازة يقوم الإمام بتقديم شرح موجز لكيفية أداء هذه الصلاة، ولا أدري لماذا يفعلُ الأئمة ذلك، حتى في المساجد الكبرى التي تحضرها الجنائز كل يوم، بل أحيانا مرتين في اليوم الواحد؟!! حتى تشعُر وكأنَّ هذه الصلاة معضلة من المعضلات، لا تُفهَم ولا تُحفظ بالرغم من كثرة تَكرارها، مع أنها صلاة مخفَّفة لا ركوع فيها ولا سجود، إنما هي تكبيرات تتلوها الفاتحة والصلاة الإبراهيمية والدعاء، ثم التسليم.

لا يقُل لي أحد إنَّ هناك من لا يعلم كيف تؤدى الصلاة ويحضر للصلاة على قريبه فحسب، فإنه إن كان من المصلين فهو سيعلمها حتما، ولو افترضنا أنه تارك للصلاة أساسا وجاء ليصلي الجنازة مجاملة فلن تغني عنه ولا عن الميت شيئا، وعلى كل الأحوال نقول: فليكلف الجاهل نفسه دقيقة من وقته ليسأل ويتعلم أدنى شيء عن أمور دينه، وقضي الأمر.

أعتقد أنه قد آن الأوان ليكفَّ الأئمة عن هذه العادة، وإن كان ولا بد فليكن في فترات متباعدة وعند الشعور بالحاجة إليها، كما هو الحال في عديد بلاد المسلمين.
والله الموفق.
واللهِ لو علِم أعداؤنا ما يُقدِّموه لشهدائنا

بقتلهم من الكرامة والنعيم لتقطَّعَت أكبادُهم

غيظًا وحسرة.
"ثباتكم دعوة"

✍🏻 د. جمال الباشا

لم يكُن يدورُ في خَلَد أحدٍ أنَّ عمرَ بنَ الخطاب سيدخلُ يومًا في الإسلام، فقد كان من أشَدِّ المناوئين لدعوته، المضطهدين لأتباعه، حتى بلغ به الأمرُ أن يعقِد العزمَ على قتل محمدٍ صلى الله عليه وسلم، لأنه بزعمه فرَّقَ جماعةَ قريش وسفَّه أحلامهم وسبَّ آلهتهم!!
ما الذي حصل له لِينقلبَ مِن المُعاداة إلى الموادعة، وينشرح صدره للإسلام، ثمَّ يُصبح في طليعة الداعينَ إليه المدافعين عنه؟!
لا شكَّ أنَّ لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم الأثرَ الكبير في إسلامه، حيثُ دعا يومًا قائلا: اللهمَّ أعزَّ الإسلامَ بأحبِّ الرجُلين إليك ...
لكن ما هو السببُ المباشر الذي يمكن أن نعتبره الشعاع الأول الذي اخترق قلبه من نور الإيمان، ومثَّلَ نقطةَ التحوُّل الكبرى في حياته؟!

لنتأمَّل فيما قالت أمُّ عبد الله بنتُ حنتمة رضي الله عنها، وهي تصفُ هذا المشهدَ ببراعة:

"لما كنا نرتحلُ مهاجرين إلى الحبشة، أقبلَ عمرُ حتى وقف عليَّ، وكنا نلقى منه البلاءَ والأذى والغلظة علينا، فقال لي: إنه الانطلاق يا أم عبد الله؟
قلت نعم، والله لنخرجنّ في أرض الله، آذيتمونا وقهرتمونا، حتى يجعل الله لنا فرجاً.
فقال عمر: صحبكم الله. ورأيت منه رقة لم أرها قط.
فلما جاء عامر بن ربيعة وكان قد ذهب في بعض حاجته وذكرت له ذلك فقال: كأنكِ قد طمِعتِ في إسلام عمر؟ قلت له: نعم، فقال: إنه لا يسلم حتى يسلم حمارُ الخطاب".

السؤال المُهِمُّ هنا، ما الذي حرَّك العاطفةَ وهيَّجَ الرقَّة في قلب عمر فظهرت على وجههه ولسانه؟!
إنه الثباتُ والصبرُ الذي رآه في سلوك المؤمنين بهذا الدين الجديد.
فما الذي يجعلهم يصبرون على كلِّ هذه العذابات، من حصار وإيلام جسدي يصلُ أحيانًا إلى القتل، ثمَّ ها هم اليومَ يُهاجرون من مكةَ تاركين وراءهم كلَّ شيء؛ المال والأهل والوطن والعشيرة، متمسِّكين بدينهم.
أيُّ دينٍ هذا الذي يمنَحُ أتباعه هذه القوَّةَ وذلك الثبات؟!
لا بدَّ أنه الدينُ الحق، وأنَّ أتباعَه ذاقوا حلاوةَ الإيمان وبردَ اليقين، فهانَ عليهم كلُّ شيءٍ في سبيله، وتغلَّبوا على جميع المرارات والآلام لأجله.
لا بدَّ أنَّ محمدًا الذي آمنوا به واتبعوه هو رسولُ الله حقًّا وصدقًا، فهو القائدُ الذي نالَه ما نال أصحابَه من البلاء سواءً بسواء، وقضيَّتُه رسالةٌ ربانيةٌ حتميةٌ لا مناصَ منها، فهو القائلُ يوما: "لو وَضعوا الشَّمسَ في يَميني والقَمَرَ في يَساري على أن أترُكَ هذا الأمر حتى يُظهِره اللهُ أو أهلك دونه ما تَركتُهُ".

هل ستعجَبُ بعد هذا لِتأثُّر الملايين من غير المسلمين بالإسلام، وتعاطفهم اليوم بشكلٍ غير مسبوقٍ مع قضية فلسطين، وإسلام مئات الآلاف منهم، ودموعُهم تدفَّق على وجناتهم وهم يصفون مشاعرَهم ودهشتهم من حالة السكينة والطمأنينة التي يرونها عَبرَ الشاشات لمَن يُقتلُ أبناؤهم وأزواجُهم، وتُهدَم مساكنُهم فوقَ رؤوسهم، فيخرجون من تحت الأنقاض مضرَّجين بالدماء، مُعفَّرين بالتراب، وهم يرفعون أصابعَهم التي تشيرُ إلى الوحدانية، وألسنتهم تلهجُ لله بالدعاء: اللهم خُذ من دمائنا حتى ترضى.

لله درُّكم أيها الصامدون الثابتون على الهدى، كم أيقظتم من غافل، وكم أحيى الله بكم من مَوات!!
إنَّ المآثرَ العظيمةَ في حياة الأمم والشعوب لا تخلِّدُها عبارةٌ مكتوبة في عنوانٍ أو يافِطة تسقُط بإسقاطها، بل هي أمجادٌ تظلُّ محفورةً في وجدان الشُرفاء، لا يقدِرُ على محوها الأعداء، وستبقى ترانيمُها لحنًا خالدًا في ذكريات الأجيال.

د. جمال الباشا
🔹️"حينَ سَقَطَ المِشط"

✍🏻 د. جمال الباشا

لقد كانت لحظةُ سقوط المِشط لحظةً قدَريةً فارقةً في حياة تلك المرأة المؤمنة التي كانت تعملُ ماشطةً لشعر ابنة أعتى طاغية عرفه التاريخ، فقد نطقت بسم الله على سجيتها، فلم تتراجع عن إشهار إيمانها الذي وقَعَ فلتَةً، وكلَّفتها مواجهةُ الباطل ثمنًا باهضًا من نفسها وخمسةٍ من أبنائها، ألقاهم الظالمُ في الزيت المغلي أمام عينيها.
كانت ضعيفةً في بدنها، فقيرة في مالها وحَسَبها، فهي مجرَّدُ خادمةٍ وَضيعةٍ في بلاط المَلِك، فكيف تجرَّأت على مواجهة ذلك الحاكم الجبار الذي تعلمُ عنه أنه لا يتردَّدُ في قتل مئات الأطفال بإشارةٍ من طرف أصبعه.

يسألها مُتَعجِّبًا: ألكِ ربٌّ غيري؟
فتجيبه بثبات وبلا تلَعثُم: ربي وربُّك الله.
ما هذا؟ هل هذا انتحار؟
أينَ الحكمةُ والكياسَةُ؟!!
هل يجوزُ أن تُلقيَ بيدها إلى التهلكة وقد وسِعها ما وسِع غيرَها ممن كانوا يكتمون إيمانهم، مؤثرين السلامة، آخذين بالرخصة!!
ما ذنبُ هؤلاء الأطفال الصغار ليؤاخَذوا بجَريرة أمهم الحماسية الجريئة فيُذابوا بالزيت المَغلي فتُفصَل لحومُهم عن عظامهم؟!
أليسَ هذا تهوّرًا ومغامرَةً في مواجهةٍ غيرِ مُتكافئةٍ ولا محسوبة العواقب؟!
مَن خوَّلَها وأعطاها الحقَّ بأن تُقدِّمَ أبناءها قرابينَ لمُغامراتها!!

لم يكُن غائبًا عن بال السفَّاح أنَّ الأطفال لم يكونوا - مؤطَّرين آيديولوجيًا - ولا يَحملون فِكرَ أمِّهم، ولم تقع منهم مخالفةٌ تُذكَر، لكنَّه أراد أن يساومَ أمَّهم فيهم، لتَركَع!!
ومن جهة أخرى، فقد أذلَّت كبرياءَه، وكسَرَت هيبتَه، ولا بدَّ من الانتقام وردِّ الاعتبار، بأن يفجَعها بحرق فلذة كبدها ومهجة فؤادها.

لقد أنطقَ اللهُ رضيعَها الذي في المَهد ليحُثَّها على الصبر والاحتساب، وعلى اقتحام عَتَبة العذاب اللحظي لتنعمَ بعدها بالنعيم الأبدي، وليكونَ شاهدًا على صحَّةِ مسلكها وصواب اجتهادها في مواجهة الطاغوت الظالم، وأنَّ لنُصرَةِ الحقِّ كُلفَةً وضريبَةً لا بدَّ من أن تُدفَع.

لم ينته المشهدُ والشهادةُ عند هذا الحَد، بل تعداه إلى أعظم شهودِ الله من أنبيائه على خلقه، ليجدَ ريحَها الطيبَ بعد قرونٍ متطاولةٍ في رحلة المعراج الفريدة، تلك الرائحةُ المُدهشَة التي دفعت النبيَّ الأكرمَ للسؤال عنها، فيُجيبُهُ أمينُ السماء: إنها رائحةُ ماشطة ابنة فرعون.

لقد ارتقَت هذه المرأةُ البسيطةُ حينما سقَطَ مشطُها بقدَر الله، فرفعَ قدرَها، وأحيى ذكرَها في ليلةٍ شريفةٍ وعند أشرف خلق الله، ولتبقى قصَّتُها في التضحية والثبات خالدةً ومُلهِمَةً إلى يوم الدين.

لم تكن داعيةً ولا طالبةَ علمٍ، ولم تكُن مقاتلةً تدرَّبت على أنواع مختلفة من آلات الحرب وفنون القتال، بل كانت مجرَّد "كوافيره" لبنت السلطان فحسب، لكنها بلغت أعظم مراتب الشهداء بإيمانها الراسخ بربها ودينها، ويقينها الذي حفَزَها لقول كلمة حقٍّ عندَ أفجر طاغية.

إنَّ إخبارَنا بقَصص الماضين وثباتهم يرفع الهمة ويعين على الثبات، ويشير إلى أنَّ أمَّةَ التوحيد أمةٌ واحدةٌ ووَلَّادَة، وأنَّ أمةَ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم- امتدادٌ لأمة الإسلام التي عليها جميع الأنبياء والمرسلين.
فكم في الأمة اليوم من ماشطة، فعلت فعلها، وثبتت ثباتها، وضحَّت تضحيَتَها، ولعله قد فاح من طيبهنَّ ما يُدهشُ العارجين في عالَم المَلكوت؟!!
"وتكلَّمَت البهائم"

✍🏻 د. جمال الباشا

على غير العادة، تكلَّمَت حيواناتٌ مع البشر، ونقل إلينا الواقِعَةَ سيدُ البشر، في حديثٍ عجيبٍ شَيِّقٍ يُحدِّثُ به أصحابَه الذين شَهدوا معه الصلاةَ ذاتَ فجر.

ليست من القَصص الرمزية التي ينسجُها الأدباء في مخيلاتهم، لغايات التعليم والتوجيه وضرب المثل، بل هي حوادث حقيقية من الغرابة بمكان، جعلت السامعين يعجبون ويتساءلون: بهائمُ تتكلَّم؟!!

وبطبيعة الحال لم يكن الحديثُ للتسلية والترويح عن النفس، بل هو درس بليغ لا تكادُ تُحصى منه العِظاتُ والعِبَر، والتي سأتناول منها نزرًا يسيرًا للغاية، بقراءة قد تبدو غريبةً بقدر ما في الواقعة من غرابةٍ فينسجمان.

بطلُ القصة الأول بقرة، كان يسوقها صاحبُها ثم بدا له في لحظةٍ ما أن يمتطيَ ظهرَها ويضربَها بالسوط!!
فتلتفتُ إليه وتخاطبه مُستنكرةً صنيعَه: "إنا لم نُخلق لهذا إنما خلقنا للحرث"!!
لقد شعرَت هذه العجماءُ بالإهانة والعار أن تُعامَل بهذه الطريقة، وهي التي تقومُ بوظيفتها التي خُلقت لأجلها خير قيام، من قِبَل آدميٍّ يبدو أنه لا يعلَم الوظيفةَ التي خُلِق لأجلها.
فكأنها تقول له بلسان حالها: أوَتخالني في نظرِكَ فرسًا ملجَمًا تقودُه من فوق؟!
إنَّ هذا المكان لا يليقُ بي ولا يليق بك، فإنَّ الظهور التي تُمتَطى بحقِّها هي ظهور العاديات ضَبحًا، الموريات قدحا في ساحات الوغى، وإنَّ الراكبَها بحقٍّ هو ذلك الفارسُ المغوارُ الذي يخوض بها ميادين النزال مجاهدًا في سبيل الله تعالى ولإعلاء كلمته، أما من ترك الجهاد ورضيَ بالزرع فمكانه خلفَ أذناب البقر وليس فوق ظهورها، فارجع ورائي واعرف قدرَك، والزم حدَّك.

أما بطلُ القصة الثاني فهو ذئبٌ مُحنَّك يُظهِرُ شماتته في راعي غنمٍ جَسورٍ جَلْدٍ، استطاع أن يُخلِّص شاةً من بين فكَّيه بعد أن اختطفها ببراعةٍ من القطيع، ذلك بأنَّ الراعي كان يقظًا وشاعرًا بالمسؤولية تُجاهَ رعيته، فبالرغم من غفلته اليسيرة التي وقع فيها العدوان على أحد رعاياه فإنه سرعان ما انتبه ونهض، ولحق بالذئب وتمكن من انتشاله من عدوه واستعادته إلى حوزة القطيع بكل قوة وأمانة، ولم يرضَخ للأمر الواقع.

يعترف الذئب بشجاعة الراعي ويُسَلِّمُ له بنجاح عملية الانقاذ، لكنه يشعُرُ بالغيظ من فوات الفُرصة وضياع الوجبَة الشهية فيخاطبه شامتا متهكما: "هذا استنقذتها مني؟! فمَن لها يومَ السَّبُعِ يومَ لا راعيَ لها غيري؟"
لسانُ حاله: لا تفرح كثيرًا بانتصارك عليَّ اليوم، فإنه عما قريبٍ سيتولى صديقي الأسدُ المهمةَ بنفسه، ويقوم بخطف أغنامك وافتراسها أمام عينيك وأنت تنظُر، وعندها سنرى ما أنت فاعل، هل ستقوى على مواجهته واللحاق به كما صنعت معي أم أنك ستجبُن عن ذلك، فتهربَ وتتخلى عن مسؤولياتك؟!
إنه مَلكُ الغابةِ يا هذا، وسوف يكونُ الحكمُ له وفقَ شريعة الغاب، التي لا مكان فيها للضعفاء، وسأكون في حمايته، بل من وزرائه ومقربيه، وسأتولى أنا رعاية القطيع بنفسي، وكلُّ الحرُمات ستُستَباح في كرنفال افتراسٍ بهيمي جماعي، وإنَّ غدا لناظره قريب.

لم يذكر لنا الحديثُ الشريف ماذا كان ردُّ صاحِب البقرة على البقرة، ولا ردَّ الراعي على الذئب، ليترُك لنا الإجابة من واقع حال الميادين، زمنَ شيوع الفتن ونزول البلاء، شاهدة على صدق النبوة.
«تعلق قلبي ذا المخيمَ إنما
تمالكت نفسي أن يبوح بذا فمي

وجلَّى لي النورَ البعيدَ حديثُكم
وعاد فعلّ النورَ يجري في دمي»



💭 ما زلنا على العهد .. نخيّم حيث سطور العبودية لله تُخطّ، ونسير في مسير التّمكين
نثبّتُ الخطوة على الأثر ولا نعدوه، نعبّد الطّريق إذا تعرّج
⤵️نضبط البوصلة ونلتقي في:

⭐️مخيم غراس 2 الإلـكترونـيّ ⭐️
[ قـصة الـحيـاة ]


🟠نمرّ فيه بمراحل عدّة لتوضيح معالم في الطريق لا يستغني عنها المسلم أثناء سيره نحو الله عزّ وجلّ، نُزَوَدُ بلقاءات ماتعة ونافعة، ومسابقات وتفاعلات تزيدكم قربًا وأنسًا، وتحديات وجوائز تسرّكم بإذن الله 🎁

🟠المُخيم يُقام بشكل إلكتروني فقط - عـن بُعد -؛ وليس وجاهيًا.

التسجيل في المخيم عبر هذا الموقع:
https://camp.gheras-3elm.com

الرابط البديل الآخر للموقع:
https://gheras-camp.ieasybooks.com


أبوابٌ جديدة للخير قد شُرعت .. فهل تكون لي الرّفيق؟ 🤍

🌐قناة أكاديميّة غراس العلم:
https://hottg.com/gherasal3elm

#مخيم_غراس2🏕️
#قصة_الحياة
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from مُخيَّم غِراس 2
«من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية»

📝 ابن تيمية -رحمه الله-

🌿في سيرك إلى الله اخلع الدنيا من قلبك،
فأولى مدارج العبودية أن تنخلع مما تريد إلى ما يريد؛ بتطهير النفس عن إيثار العلاقات والماديات حينها ستبصر النور في كتابه المسطور ولن يصدّك عن هذه الحقيقة مغرور ! 🤍

📌موعدنا الليلة مع أُمسيّة بعنوان:

| إنّك بالوادي المقدس |

🟢وحديث عذب عن منزلة العبوديّة.

⭕️يشرفنا فيها ضيفنا الفاضل د. جمال الباشا.

😀 تمام التّاسعة مساءً بتوقيت مكّة المكرمة.

🗣بثّ مباشر عبر منصة يوتيوب | تيلجرام .

حياكم الله..😀

#مخيم_غراس2 🏕
#قصة_الحياة
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
"عملُ البصَر في البصيرة إما أن يُضعِفَها أو يضاعِفَها".

قلتُ هذه العبارة فورَ أن بلغني عن شاب وسيم من أهل الشام فقد عينيه في الحرب، يعيش الآن في إسطنبول، يحفظ القرآن ويطلب العلم، قوله: (أبصرتُ يومَ ذهبَت عيناي).
فقد صدق، لأنه أبصرَ ما لم يكن يبصرُه من قبل لأنه كان محجوبًا ببصره.
فإطلاق البصر في ملكوت الله تأملاً واعتبارًا يزيد الإيمان، ويقرب من الرحمن، ويقوي البصيرة،
وإطلاقه في صور الأشياء عموما وفي المحرمات خصوصا يشوش الذهن، ويشتت الفكر، ويحجب النور عن القلب، ويطمس البصيرة.
اتصلت بي اليوم إحدى الفُضليات تسأل في شأن زوجها.
قالت: اكتشفت أن زوجي يدخن من أول رمضان، مع أنه يتسحر معي أنا والأولاد ويفطر معنا، ولا يتناول أي شيء من الطعام والشراب طوال اليوم، فبماذا تنصحني والحالة هذه؟

بطبيعة الحال قدمت لها النصيحة والمشورة اللازمة، ولكن ..

أرأيتم أيها الأكارم ماذا تصنع السيجارة بصاحبها !!
إنه يصبر عن الطعام والشراب ولا يصبر عنها ساعات معدودات في أيام معدودات!!
هو مستعد للعقوبة الأليمة عن الفطر العمد في رمضان، وليس لديه استعداد أن يتحمل ألم مجاهدة هوى النفس الذي هو دون ألم العقوبة الأخروية بدرجات ودرجات!

كيف ستكون صورته أمام زوجته لو صارحته بما أخفاه.

ماذا سيبقى من ماء وجهه لو علم أبناؤه الصغار عن فطره، وهو قدوتهم في العائلة.

أما آن لذوي البصائر والعقول الراجحة أن يُقلعوا عن هذه الآفة الخبيثة، والعادة المذلة، مغتنمين شهر التربية والمجاهدة، فيعلنوها على الملأ: نحنُ عبيد لله ولن نكون عبيدا للسيجارة بعد اليوم.
🔹️ "حكم المعاهدة على الشفاعة في الآخرة"

✍🏻 د. جمال الباشا


عاد لينتشرَ من جديد ذلك المقطع المصور الذي تحَدَّث فيه أحد الفضلاء عن التعاهد بين الإخوان على أنَّ الناجي منهم في الآخرة يأخذ بيد من لم ينج، فوجب التعليق على هذا الأمر بما يلي:

١. مذهب أهل السنة والجماعة هو إثبات الشفاعة لأهل التوحيد في الآخرة، وهي ثابتة في حق الأنبياء عليهم السلام والملائكة الكرام والصديقين والشهداء والصالحين من أهل القرآن وغيرهم.
لكنهم يقيدون الشفاعة بشرطين؛ أحدهما في الشافع والآخر في المشفوع له، أما الذي في الشافع فهو الإذن من الله تعالى: قال سبحانه: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه).
وأما الذي في المشفوع له فهو الرضا عنه، قال سبحانه: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى).

٢. جاء في أحاديث كثيرة أنَّ سيد الشفعاء يوم القيامة لا يملك الشفاعة لأقرب الخلق إليه، وأنه كان يحثهم على الاجتهاد في العمل الصالح وعدم الاتكال على نسبهم منه وقربهم إليه، قال صلى الله عليه وسلم: (يا فاطمة بنت محمد اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئًا، يا صفية عمة رسول الله اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئًا، يا عباس عم رسول الله اعمل فإني لا أغني عنك من الله شيئًا) رواه مسلم.

وقد أخبرنا عليه الصلاة والسلام بأنه لا يملك الشفاعة لمن غيَّر وبدل في دينه من أمته، وأنهم سيُدفعون عن الحوض بعد اقترابهم منه، قال: (( ... ألا وإنه سيُجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم)). رواه البخاري

٣. هذا العهد مبني على خلل في مفهوم الشفاعة، وتصور المتعاهدين أنَّ كل ناجٍ في الآخرة يمكنه أن يشفع في غيره، وهذا غير صحيح قطعا.

٤. إنَّ هذا العهد لم يفعله خير الناس بعد الرسول صلى الله عليه وسلم وهم الصحابة الكرام والتابعون لهم بإحسان، ولو كان مشروعا عندهم لفعلوه، وما لم يكن يومئذ دينا لن يكون اليوم دينا.

٥. في المقطع إشارة إلى تصور المتحدث الفاضل بأنَّ الشافع في الآخرة سيعرض عليه أصحابه وينظر في وجوههم ويبدأ بالتخير والانتقاء من يشفع له، وهذا التصور لا يستند إلى دليل صحيح صريح، بل الوارد عن سيد الشفعاء في حديث الشفاعة المشهور قوله: (فأرفع رأسي فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه ربي ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة).

٦. إنَّ التواصي بهذا الأمر الحادث بهذه الصورة الجماعية ومخاطبة جميع المسلمين في العالم بأن يتعاهدوا على أنَّ الناجي منهم يشفع في الهالك قد أخذ طابع التشريع والسنة المتبعة ولم يُطرح على أنه شأن فردي بين بعض الأصحاب والخلان، وهذا ما يجعله أقرب للبدعة منه إلى الإباحة.
وقد تقرر عند العلماء في توصيف البدعة بأنها .." فعل ما لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود مقتضاه وزوال مانعه" وهو منطبق على هذه المسألة.

هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد.
الغافل يَحيا ليموت والعاقل يموت ليَحيا.
"غزَّة أخرى"

في ظل سيطرة إيران على محافظة دير الزور، ومحاولتها نشر الدين الفارسي بين الأهالي، بالإعلام الكاذب والتدليس وبالإغراءات المالية على مخلفات الحرب من فقر وجوع وحاجة فإننا لا نستغرب موت ثلاثة مفتين فجأة خلال ثلاثة أيام متتالية، وإطلاق الرصاص على المفتي الرابع؛ فقد توفي مفتي الميادين الشيخ سعيد الرحباوي فجاة، وفي اليوم الثاني توفي مفتي البوكمال الشيخ ملا صالح فجاة، وفي اليوم الثالث توفي مفتي دير الزور الشيخ عبد القادر الراوي فجأة، رحمهم الله وتقبلهم في الشهداء.
إن الاغتيالات هي أهم سمات منهج ايران، لقد تم اغتيال العلماء الثلاثة بالسم، خلال ثلاثة أيام متتالية.
وقبل أيام تعرض مفتي مدينة الميادين الجديد الشيخ طلال الخاطر لمحاولة اغتيال، بعد لقاء مع حكام المنطقة الإيرانيين، إذ أمروه أن يتوقف عن الدعاء لأبي بكر الصديق وعمر الفاروق، رضي الله عنهما، في خطبة الجمعة، فأبى ولم يبِع دينه بعرض من الدنيا، ولم يخضع للتهديد، فأصيب في اليوم التالي بأربع رصاصات أطلقها عليه «مجهولون»، ومكث في العناية المركزة حتى توفاه الله اليوم، ليلحق بركب الشهداء!
في سورية غزة أخرى تستأصل البراميل المتفجرة أسراً برمتها، وفي دير الزور عراق آخر ويمنٌ آخر، تترصد فيها الاغتيالات علماء المسلمين على أيدي الإيرانيين الذين يرفعون لواء محبة آل بيت النبي ﷺ زورًا وبهتانا، ويقتلونهم، وينادون بالإسلام ويغتالون علماءه، ويرفعون شعار المظلومية ويرتكبون أشنع مظاهر الظلم، والإعلام يتغافل عن البيوت التي تهوي عليها البراميل المتفجرة فتدعها أثراً بعد عين، وتترك أهلها مزقاً من اللحم جهاراً نهاراً، وعما يجري في السجون من تمثيل بالمعتقلين وتقطيع أوصالهم ليموتوا وهم ينظرون إلى أشلائهم.

منقول
خيارات الرد جاهزة ..
"بعض الصفحات تسخر من الرد الايراني"

في حال تم الرد وقتل يhودي واحد سأقوم بحذف المنشور على الفور.
وانتهت الحفلة بسلام وبدون إصابات تذكر.
شغل نظيف نظيف.
«إنّي أرَىٰ نَصْرًا تَلِيْدًا قَادِمًا
فِي الأُفْقِ يَعْلُو بَازِغًا وَيَلُوحُ

لكنّهُ يَحْتاجُ هِمّةَ أُمّةٍ
الخَيْرُ فِيْهَا -فِطْرَةً -مَلْمُوحُ»

🔖تعلن أكاديميّة غراس العلم عن إقـامة:

⭐️يـوم الـهـمّة⭐️

📚 في السماع والتعليق على كتاب:

نظم الدُّرر السّنيّة في السّير الزَّكيّة
«ألـفيّة الـعراقيّ في الـسّيرة»


للحافظ العراقي- رحمه الله - المتوفى سنة 806 هجريًا.

🟤مع الشّيخ: إبراهيم رفيق الطويل

📆يوم الخميس القادم 02-05-2024 الموافق 23 شوال 1445 هـ

🤩من السَّاعة 10:00 صباحًا - 08:00 مساءً بتوقيت مكة المكرمة.

💡سيكون هناك أوقات راحة تتخلل المجلس.

الحضور المُباشر: مجمع مكين | قرب إشارات وادي صقرة.
« موقع المجمع » 🗺

توجد أماكن مخصصة للنِّساء.

🗣 كما يُمكنكم مُتابعة البثّ المُباشر | عبر منصة يوتيوب

📚 | سيتم توفير نسخ من الكتاب في المجلس.

⬅️ بسعر ٣ دنانير (طبعة دار المنهاج)، وقد تتوفر نسخ أخرى بسعر آخر.

سيتم توفير وجبة غداء

💡 وتوجِّه الأكاديمية المشتركين في هذا المجلس للإفطار في هذا اليوم لطول المجلس، وتسهيلًا لعمليَّة تنسيق الغداء، واحتساب أجر هذا الإفطار في التَّقوي على طلب العلم

ستقرأ الألفية كاملة -بإذن الله - في مجلس واحد ويتم الإسناد في آخر المجلس.

يحصل المُشارك على سندٍ مُتصل للحافظ العراقي !

⬇️نموذج التسجيل لحضور يوم الهمّة:
https://forms.gle/uVPM15sdbhthbtss9

للمساهمة بشيء من تكاليف المجلس [ كفالات الكتب، الضيافة والطعام، التنسيق وأجور المكان ]؛ يمكنكم التواصل عبر البوت:
@gherasal3elm_bot

🤩 قناة أكاديميّة غراس العلم:
https://hottg.com/gherasal3elm

أقبلوا بقلوبكم وأرواحكم ليومٍ من النعيم المُعجل في الدنيا🌿

#يوم_الهمة
#أكاديمية_غراس_العلم✔️
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
HTML Embed Code:
2024/04/28 04:17:21
Back to Top