*مجمع الخبائث*
المسكرات والمخدّرات هي مفتاح للشرور والآثام، ومصائبها ومفاسدها كثيرة وكبيرة على الجانب الصحي والعقلي والبدني والاجتماعي والأسري، وهي من كبائر الذنوب ومن أعظم الموبقات وقد قال تعالى: *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}* [المائدة: 90، 91]، وفي سنن أبي داود بسند صحيح عن ابْن عُمَرَ رضي الله عنهما قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ، وَشَارِبَهَا، وَسَاقِيَهَا، وَبَائِعَهَا، وَمُبْتَاعَهَا، وَعَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ»*،
والمخدرات مثل الخمر في الإسكار وتفوقها في المخاطر والأضرار وقد جاء في صحيح مسلم عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ»*.
وإن الترويج لهذه السموم أو المتاجرة فيها أو إسقاط أحد من أفراد المجتمع في مستنقعها إفساد في الأرض ومحاربة للدين والقيم والأخلاق، وعدوان على العقل والمال والنفس والناس، وانتشار للفوضى وزعزعة للأمن والسكينة، إنها مصيبة تقود إلى مصائب وشر يجلب شروراً كثيرة؛ مما يوجب اليقظة والحذر على الأبناء والشباب من السقوط في مستنقع هذه الآفة المدمرة، وتجنيبهم رفقاء السوء الذين يجرونهم إلى المهالك، وعلى الكل الوقوف في وجه هذا الشر، كل من موقع مسؤوليته، واستشعار مافي التهاون تجاه ذلك من أخطار عظيمة وأضرار كبيرة.
سائلين الله الحفظ للجميع من كل سوء وشر ومكروه، وأن يجزي خيراً كل من يسعى في خير البلاد ونفع العباد.
🖋️ د. بندر الخضر.
>>Click here to continue<<