TG Telegram Group Link
Channel: درر
Back to Bottom

« وليَتَّخِذ وِردًا مِنَ الأذكَارِ طَرَفَي النَّهَارِ ووَقت النَّومِ.

وليَصبِر عَلى مَا يُعرَض لَهُ مِنَ المَوَانِعِ والصَّوَارِف، فَإنَّهُ لا يَلبَث أن يُؤَيِّدَهُ اللهُ بِرُوحٍ مِنه، ويَكتُب الإيمَانَ فِي قَلبِه.

وليَحرِص عَلى إكمَالِ الفَرَائِضِ مِنَ الصَّلوَاتِ الخَمسِ بِبَاطِنهِ وظَاهِرِه؛ فَإنَّها عَمُود الدِّين.

وليَكُن هَجِّيرَاه -أي طُولَ وَقتِه- : " لا حَولَ ولَا قُوَّةَ إلا باللهِ العَلِيِّ العَظِيم "؛ فَإنَّهُ بِها تُحمَلُ الأثقَال، وتُكَابِدُ الأهوَال ويُنَالُ رَفِيع الأحوَال.

ولا يَسأم مِنَ الدُّعَاءِ والطَّلَب؛ فَإنَّ العَبدَ يُستَجَابُ لَهُ مَا لَم يَعجَل فَيَقُول: قَد دَعَوتُ فَلَم يُستَجَب لِي.

وليَعلَم أنَّ النَّصرَ مَعَ الصَّبر، وأنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرب، وأنَّ مَعَ العُسرِ يُسرًا،

ولَم يَنَل أحَدٌ شَيئًا مِن جُسَيمِ الخَيرِ -نَبِيٌّ فَمَن دُونَه- إلا بِالصَّبرِ،

والحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين ».

ابنُ تَيمِيَة -رَحِمَهُ اللهُ-.
[ جَامِعُ الرَّسَائِل || ٧ / ٤٤٦ ]

| hottg.com/DU_R_AR

« اللَّذَّةُ المُحرَّمَةُ مَمزُوجَةٌ بِالقُبحِ حَال تَناوُلِهَا، مُثمِرَةٌ لِلألَم بَعدَ انقِضَائِهَا؛ فَإذَا اشتَدَّت الدَّاعِيَة مِنكَ إليهَا فَفكِّر فِي انقِطَاعِهَا وبَقاءِ قُبحِهَا وألمِهَا؛ ثُمَّ وَازِن بَينَ الأمرَينِ، وانظُر مَا بَينهمَا مِنَ التَّفَاوُت.

والتَّعَبُ بالطَّاعَةِ مَمزُوجٌ بِالحُسنِ، مُثمِرٌ لِلَّذَّةِ والرَّاحَة؛ فَإذَا ثَقُلَت عَلى النَّفسِ فَفَكِّر فِي انقِطَاعِ تَعَبِهَا وبَقاءِ حُسنِهَا ولَذَّتِهَا وسُرُورِهَا، ووَازِن بَينَ الأمرَينِ، وآثرِ الرَّاجِحَ عَلى المَرجُوحِ.

فَإن تَألَّمتَ بالسَّبَبِ فَانظُر إلى مَا فِي المُسَبِّبِ مِنَ الفَرحَةِ والسُّرُورِ واللَّذَّةِ يَهُن عَلَيكَ مُقَاسَاتِه.

وإِن تَألَّمتَ بِتَركِ اللَّذَّةِ المُحرَّمَة فَانظُر إِلى الألَم الَّذِي يَعقُبه، ووَازِن بَينَ الألَمينِ.

وخَاصِيَّةُ العَقلِ = تَحصِيلُ أعظَمِ المَنفَعَتينِ بِتَفوِيتِ أدنَاهُمَا، واحتِمَالُ أصغَرِ الألَمَينِ لِدَفعِ أعلَاهُمَا.

وهَذَا يَحتاجُ إلى عِلمٍ بالأسبَابِ ومُقتَضَيَاتِهَا، وإلى عَقلٍ يَختارُ بِه الأولَى والأنفَعُ لَهُ مِنهَا؛

فَمَن وَفَرَ قسمُه مِنَ العَقلِ والعِلمِ اختَارَ الإفضَلَ وآثرَه، ومَن نَقُصَ حَظَّهُ مِنهُمَا أو مِن أحدِهِمَا اختَارَ خِلافَه،

ومَن فَكَّرَ فِي الدُّنيَا والآخرَة عَلِمَ أنَّهُ لا يَنالَ وَاحِدًا مِنهُمَا إلَّا بِمَشَقَّةٍ؛ فَليتَحَمَّل المَشَقَّة لِخَيرِهِمَا وأبقَاهمَا ».

ابنُ القَيِّم -رَحِمَهُ اللهُ-.
[ الفَوَائِدُ || ٢٧٩ ]

| hottg.com/DU_R_AR

« وإذَا كَانَت اللَّذَّةُ مَطلُوبَة لِنَفسِهَا فَهِيَ إنَّمَا تُذَمُّ إذَا أعقَبَت ألمًا أعظَم مِنهَا، أو مَنَعَت لَذَّةً خَيرًا مِنهَا،

وتُحمَدُ إذَا أعَانَت عَلَى اللَّذَّةِ الدَّائِمَةِ المُستَقِرَّة وهِيَ لَذَّةُ الدَّارِ الآخِرَةِ ونَعِيمُهَا الَّذِي هُوَ أفضَلُ نَعِيمٍ وأجَلَّهُ كمَا قَالَ اللهُ تَعَالى: ﴿ ولَا نُضِيعُ أجرَ المُحسِنِينَ ۝ ولَأجرُ الآخِرَةِ خَيرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا وكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾.

واللهُ سُبحَانَهُ وتعَالى إنَّمَا خَلَقَ الخَلقَ لِدَارِ القَرَارِ وجَعَلَ اللَّذَّةَ كُلَّهَا بِأسرِهَا فِيهَا كَمَا قَالَ تَعَالى: ﴿ وفِيهَا مَا تَشتَهِيهِ الأنفُسُ وتَلَذُّ الأعينُ ﴾،

وقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم-: " يَقُولُ اللهُ تَعَالى: أعدَدتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِين مَا لا عَينٌ رَأت ولا أُذُنٌ سَمِعَت ولا خَطَرَ عَلى قَلبِ بَشَرٍ ". ثُمَّ قَرَأ: ﴿ فَلا تَعلَمُ نَفسٌ مَا أُخفِيَ لَهُم مِن قُرَّةِ أعيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعمَلُون ﴾ ».

ابنُ القَيِّم -رَحِمَهُ اللهُ-.
[ رَوضَةُ المُحِبِّينَ || ١ / ١٥٦ ]

| hottg.com/DU_R_AR

« فَمَا ابتَلَى اللهُ -سُبحَانَهُ- عَبدَهُ المُؤمِن بِمَحَبَّةِ الشَّهَوَاتِ والمَعَاصِي ومَيلِ نَفسِهِ إلَيهَا؛ إلَّا لِيَسُوقَهُ بِهَا إلى مَحَبَّةِ مَا هُوَ أفضَل مِنهَا وخَيرٌ لَهُ وأنفَعُ وأدوَمُ، ولِيُجَاهِد نَفسَهُ عَلى تَركِهَا لَهُ -سُبحَانَهُ-، فَتُورِثُهُ تِلكَ المُجَاهَدَة الوصُول إلى المَحبُوبِ الأعلَى،

فَكُلَّمَا نَازَعَتهُ نَفسُهُ إلى الشَّهوَاتِ واشتَدَّت إرَادَتَهُ لَهَا وشَوقَهُ إليهَا؛ صَرَفَ ذَلِكَ الشَّوق والإرَادَة والمَحبَّة إلى النَّوعِ العَالِي الدَّائِم، فَكَان طَلَبُهُ لَهُ أشَدَّ، وحِرصُهُ عَلَيهِ أتَمَّ؛

بِخِلَافِ النَّفس البَارِدَة الخَالِيَّة مِن ذَلِك؛ فَإنَّهَا وإن كَانَت طَالِبَةً لِلأعلَى، لَكِن بَينَ الطَّلَبَينِ فَرقًا عَظِيمًا!

ألَا تَرَى أنَّ مَن مَشِيَ إلى مَحبُوبِه عَلى الجَمرِ والشَّوكِ أعظَمُ مِمَّن مَشِيَ إلَيهِ رَاكِبًا عَلى النَّجَائِب؟ فَلَيسَ مَن آثَرَ مَحبُوبَهُ مَع مُنَازَعَةِ نَفسِهِ كَمَن آثرَهُ مَعَ عَدَمِ مُنَازَعَتِهَا إلى غَيرِهِ،

فَهُوَ -سُبحَانَهُ- يَبتَلِي عَبدَهُ بِالشَّهوَاتِ؛ إمَّا حِجَابًا لَهُ عَنهُ، أو حَاجِبًا لَهُ يُوصِلُهُ إلى رِضَاه وقُربِه وكَرَامَتِهِ ».

ابنُ القَيِّم -رَحِمَهُ اللهُ-.
[ الفَوَائِدُ || ١ / ١١٠ : ١١١ ]

| hottg.com/DU_R_AR

« كَتَبُوا إلَى عُمَرِ بن الخَطَّاب يَسألُونَه: أيُّمَا أفضَل؟ رَجُلٌ لَم تَخطُر لَهُ الشَّهَوَات ولَم تَمُر بِبَالِه أو رَجُلٌ نَازَعَتهُ إليهَا نَفسهُ فَتَرَكَها للهِ؟

فَكَتَب عُمَر: إنَّ الَّذِى تَشتَهِي نَفسهُ المَعاصِي ويَترُكهَا للهِ -عَزَّ وجَلَّ- مِنَ الَّذِينَ امتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُم لِلتَّقوَى لَهُم مَّغفِرَةٌ وأجرٌ عَظِيمٌ ».

ابنُ القَيِّم -رَحِمَهُ اللهُ-.
[ الفَوَائِدُ || ١ / ١١٠ ]

| hottg.com/DU_R_AR

« العَبدُ قَد بُلِيَ بِالغَفلَةِ والشَّهوَةِ والغَضَبِ. ودُخُول الشَّيطَان عَلى العَبدِ مِن هَذهِ الأبوَابِ الثَّلاثَة،

فَإذَا أرَادَ اللهُ بِعَبدِهِ خَيرًا = فَتَحَ لَه مِن أبوَابِ التَّوبَةِ والنَّدَمِ، والانكِسَارِ والذُّلِ، والافتِقَارِ والاستِعَانَةِ بِه، وصِدقِ اللُّجأ إلَيهِ، ودوَامِ التَّضَرُّعِ والدُّعاءِ، والتَّقرُّبِ إلَيهِ بِمَا أمكَن مِنَ الحَسَنَاتِ مَا تَكُون تِلكَ السَّيِّئَة بِه رَحمَة، حَتَّى يَقُول عَدُوُّ اللهِ: يَا لَيتَنِي تَرَكتُه ولَم أُوقِعَه.

وهَذَا مَعنَى قَولُ بَعضِ السَّلَفِ: إنَّ العَبدَ لَيَعمَل الذَّنبَ يَدخُلُ بِه الجَنَّة، ويَعمَل الحَسَنَة يَدخُلُ بِهَا النَّار، قَالُوا: كَيف؟

قَال: يَعمَلُ الذَّنبَ فَلا يَزَالُ نُصبَ عَينَيهِ مِنهُ مُشفِقًا وَجِلًا، بَاكِيًا نَادِمًا، مُستَحِيًّا مِن رَبِّه تَعالى نَاكِسَ الرَّأسِ بَينَ يَدَيهِ، مُنكَسِرَ القَلب لَه؛ فَيَكُون ذَلِكَ الذَّنب أنفَعُ لَه مِن طَاعَاتٍ كَثِيرَةٍ بِمَا تَرتَّبَ عَلَيهِ مَن هَذِه الأمُور الَّتِي بِهَا سَعَادَة العَبدِ وفَلاحه، حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ الذَّنب سَبَبَ دُخُولِه الجَنَّة،

ويَفعَلُ الحَسَنَة فَلا يَزَالُ يَمُنُّ بِهَا عَلى رَبِّه، ويَتَكَبَّرُ بِهَا، ويَرَى نَفسَه ويُعجَبُ بِهَا، ويَستَطِيلُ بِهَا، ويَقُولُ: فَعَلتُ وفَعَلتُ، فيُورِثُه مِنَ العُجبِ والكِبرِ، والفَخرِ والاستِطَالَة؛ مَا يَكُونُ سَبَبُ هَلاكِه ».

ابنُ القَيِّم -رَحِمَهُ اللهُ-.
[ الوَابِلُ الصَّيِّبُ || ١ / ١٤ ]

| hottg.com/DU_R_AR

« رَأيتُ العَادَاتِ قَد غَلَبَت عَلى النَّاسِ في تَضيِيعِ الزَّمَانِ؛ فَهُم يَتَزَاوَرُونَ فَلا يَنفَكُّونَ عَن كَلامٍ لا يَنفَعُ وغِيبَةٍ، وأقَلُّهُ ضَيَاعُ الزَّمَانِ،

وقَد كَانَ القُدَمَاءُ يُحَذِّرُونَ مِن ذَلِكَ؛

واعلَم أنَّ الزَّمَانَ أشرَفُ مِن أن يَضِيعَ مِنهُ لَحظَةٌ، فَكَم يُضَيِّعُ الآدَمِيُّ مِن سَاعَاتٍ يَفُوتُهُ فِيهَا الثَّوَابُ الجَزِيلُ!

والَّذِي يُعِينُ عَلى اغتِنَامِ الزَّمَانِ:

الانفِرَادُ والعُزلَةُ مَهمَا أمكَنَ، والاختِصَارُ عَلى السَّلاَمِ أو حَاجَةٍ مُهِمَّةٍ لِمَن يَلقَى،

وقِلَّةُ الأكلِ؛ فإِنَّ كَثرَتَهُ سَبَبُ النَّومِ الطَّوِيلِ، وضَيَاعِ اللَّيلِ.

ومَن نَظَرَ في سِيَرِ السَّلَفِ وآمَنَ بِالجَزَاءِ بَانَ لَهُ مَا ذَكَرتُهُ ».

ابنُ الجَوزِيِّ -رَحِمَهُ اللَّـهُ-.
[ الآدَابُ الشَّرعِيَّةُ لِابنِ مُفلِحٍ || ٣ / ٤٧٤ ]

| hottg.com/DU_R_AR
« ويَنبَغِي لِمَن كَان صادِقَ الرَّغبَةِ، قَوِيَّ الفَهمِ، ثاقِبَ النَّظَرِ، عزِيزَ النَّفسِ، شَهمَ الطَّبعِ، عاليَ الهِمَّةِ، سَامِيَ الغَرِيزَةِ: أن لا يَرضَى لِنفسِهِ بِالدُّونِ، ولا يَقنَع بِما دُونَ الغَايةِ، ولا يَقعُد عَنِ الجِدِّ والاجتِهَادِ المُبَلِّغَينِ لهُ إلى أعلَى مَا يُرادُ وأرفعُ ما يُستفَاد؛

فَإنَّ النُّفُوسَ الأبِيَّةَ والهِمَمَ العَلِيَّةَ لا تَرضَى بِدُونِ الغَايَةِ في المَطَالِبِ الدُّنيَوِيَّة مِن جَاهٍ أو مَالٍ أو رِئَاسَةٍ أو صِنَاعَةٍ أو حِرفَةٍ؛ حتَّى قالَ قائِلهُم:

إذَا غَامَرتَ في شَرَفٍ مَرُومٍ
فَلا تَقنَع بِمَا دُونَ النُّجومِ

فَطَعمُ المَوتِ فِي أمرٍ حَقِيرٍ
كَطَعمِ المَوتِ فِي أمرٍ عَظِيمِ

وإذا كَان هَذا شَأنهُم في الأمُورِ الدُّنيَوِيَّة الَّتِي هِيَ سَرِيعَةُ الزَّوَالِ قَرِيبَةُ الاضمِحلَالِ؛ فكيفَ لا يَكُونُ ذلِكَ مِن مطَالِبِ المُتوجِّهِينَ إلى مَا هُوَ أشرَفُ مطلَبًا، وأعلى مكسَبًا، وأرفَعُ مُرَادًا، وأجلُّ خطرًا، وأعظَمُ قدرًا، وأعوَدُ نفعًا، وأتمُّ فائِدَةً وهِي المَطالِبُ الدِّينِيَّة؟

فَأكرِم بِنفسٍ تطلُبُ غَايَةَ المَطَالِبِ فِي أشرَفِ المكَاسِب، وأحبِب بِرَجُلٍ أرَادَ مِنَ الفضَائِلِ مَا لا تُدانِيهِ فضِيلَةٌ، ولا تُسَامِيهِ مَنقَبَةٌ ولا تُقَارِبُهُ مكرُمَةً ».

الشَّوكَانِيُّ -رَحِمهُ اللهُ-.
[ أدَبُ الطَّلبِ ومُنتَهَى الأربِ || ٨٨ ]

| hottg.com/DU_R_AR
« القُرآنُ هُوَ الشِّفَاءُ التَّامُّ مِن جَمِيعِ الأدوَاءِ القَلبِيَّةِ والبَدَنِيَّةِ، وأدوَاءِ الدُّنيَا والآخِرَةِ، ومَا كُلُّ أحَدٍ يُؤَهَّلُ ولا يُوَفَّقُ لِلاستِشفَاءِ بِهِ،

وإذا أحسَنَ العَلِيلُ التَّدَاوِيَ بِهِ، ووَضَعَهُ عَلى دَائِهِ بِصِدقٍ وإيمَانٍ، وقَبُولٍ تَامٍّ، واعتِقَادٍ جَازِمٍ، واستِيفَاءِ شُرُوطِهِ = لَم يُقَاوِمهُ الدَّاءُ أبَدًا.

وكَيفَ تُقَاوِمُ كَلامَ رَبِّ الأرضِ والسَّمَاءِ الَّذِي لَو نَزَلَ عَلى الجِبَالِ؛ لَصَدَّعَهَا، أو عَلى الأرضِ؛ لَقَطَّعَهَا،

فَمَا مِن مَرَضٍ مِن أمرَاضِ القُلُوبِ والأبدَانِ إلَّا وفي القُرآنِ سَبِيلُ الدِّلَالَةِ عَلى دَوَائِهِ وسَبَبِهِ، والحَمِيَّةِ مِنهُ لِمَن رَزَقَهُ اللهَ فَهمًا في كِتَابِهِ ».

ابنُ القَيِّم -رَحِمَهُ اللهُ-.
[ الطِّبُّ النَّبَوِيُّ || ١ / ٢٦٦ ]

| hottg.com/DU_R_AR
« مَا أخَذَ العَبدُ مَا حُرِّمَ عَلَيهِ إلَّا مِن جِهَتَينِ:

إحدَاهُمَا: سُوءُ ظَنِّه بربِّهِ، وأنَّه لَو أطاعَهُ وآثَرَهُ لَم يُعطِهِ خيرًا مِنهُ حَلَالًا.

والثَّانِيَةُ: أن يَكُون عَالِمًا بِذَلِك وأن مَن تَرَكَ للهِ شَيئًا أعاضَهُ خَيرًا مِنهُ، ولَكِن تَغلِبُ شَهوَتُهُ صَبرَهُ، وهَوَاهُ عَقلَهُ.

فَالأوَّلُ مِن ضَعفِ عِلمِهِ،
والثَّانِي مِن ضَعفِ عَقلِهِ وبَصِيرَتِهِ ».

ابنُ القَيِّم -رَحِمَهُ اللهُ-.
[ الفَوَائِدُ || ٦٣ ]

| hottg.com/DU_R_AR

« مِن أعجَبِ الأشيَاءِ:

• أن تَعرِفَه ثُمَّ لا تُحِبَّهُ،

• وأن تَسمَع دَاعِيَهُ ثُمَّ تَتأخَّر عَن الإجَابَة،

• وأن تَعرِف قَدرَ الرِّبحِ فِي مُعَامَلَتِه ثُمَّ تُعامِل غَيرَهُ،

• وأن تَعرِف قَدرَ غَضَبِهِ ثُمَّ تَتَعرَّض لَهُ،

• وأن تَذُوقَ ألمَ الوَحشَةِ فِي مَعصِيَتِهِ ثُمَّ لا تَطلُبَ الأُنسَ بِطَاعَتِهِ،

• وأن تَذُوقَ عُصرةَ القَلبِ عِندَ الخَوضِ في غَيرِ حَدِيثِهِ والحَدِيثِ عَنهُ ثُمَّ لا تَشتَاق إلى انشِرَاحِ الصَّدرِ بِذكرِهِ ومُنَاجَاتِهِ،

• وأن تَذُوقَ العَذابَ عِندَ تَعلُّقِ القَلب بِغَيرِهِ ولا تَهرَب مِنهُ إلى نَعِيمِ الإقبالِ عَلَيهِ والإنابَةِ إلَيهِ!

وأعجَبُ مِن هَذَا: عِلمُك أنَّك لا بُدَّ لَك مِنهُ وأنَّك أحوجُ شَيءٍ إلَيهِ وأنتَ عَنهُ مُعرِضٌ وفِيمَا يُبعِدُكَ عَنهُ رَاغِبٌ! ».

ابنُ القَيِّم -رَحِمَهُ اللهُ-.
[ الفَوَائِدُ || ٦٢ ]

| hottg.com/DU_R_AR
« عَنِ ابنِ عَونٍ، قالَ: ذِكرُ النَّاسِ دَاءٌ، وذِكرُ اللهِ دَوَاءٌ.

قُلتُ: إي واللهِ، فالعجَبُ مِنَّا ومِن جَهلِنَا؛ كيفَ نَدَعُ الدَّواءَ ونقتَحِمُ الدَّاءَ؟!

قالَ اللهُ -تَعَالَىٰ-: ﴿ فَاذكُرُونِي أذكُركُم ﴾، ﴿ ولَذِكرُ اللهِ أكبَرُ ﴾،

وقالَ: ﴿ الَّذينَ آمَنُوا وتَطمَئِنُّ قُلُوبُهُم بذِكرِ اللهِ ألَا بذِكرِ اللهِ تَطمَئِنُّ القُلُوبُ ﴾.

ولَكِن لَا يَتَهَيَّأُ ذَلِكَ إلاَّ بِتوفِيقِ اللهِ،
ومَن أدمَنَ الدُّعاءَ ولَازَمَ قَرعَ البابِ = فُتِحَ لَهُ ».

الذَّهَبِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-.
[ سِيَّرُ أعلَامِ النُّبَلَاءِ || ٦ / ٣٦٩ ]

| hottg.com/DU_R_AR

« وأمَّا التَهنِّـئَـةُ بِشعَائِرِ الكُفرِ المُختَصَّة بِه =
فحَـرَامٌ بِالإتفَاقِ ، مِثل :

أن يُهَنِّـئَـهُم بِأعيَادِهم وصَومِهم ، فَيقُول : عِيدٌ مُبَاركٌ عَليكَ ، أو تَهنَّـأ بِهذَا العِيد ، ونَحوِه ،

فَهذَا إن سَلِم قَائِلَهُ مِن الكُفرِ فَهو مِن المُحَرَّمَاتِ ،

وهو بمَنزِلَةِ أن يُهنِّـئَـهُ بِسجُودِه للصَلِيبِ ، بِل ذَلِكَ أعَظمُ إثمًا عِندَ اللَّهِ وأشدُّ مَقتًا مِن =

التَهنِّـئَـةُ بِشُربِ الخَمرِ ، وقَتلُ النَّفسِ ، وارتِكَابِ الفَرْجُ الحرَامِ ، ونَحوهِ.

... فَمنْ هَنأَ عَبدًا بِمعصِيَةٍ أو بِدعَةٍ أو كُفرٍ فَقد تَعرَضَ لِمَقتِ اللَّهِ وسَخطِه ».

ابنُ القَيم - رَحِمَهُ اللَّه -.
[ أحكَامُ أهلِ الذِمَّـة || ١ / ١٦١ ]

hottg.com/DU_R_AR

« شَهَواتُ الدُّنيا كَلُعَبِ الخَيالِ، ونَظَرُ الجَاهِلِ مَقصُورٌ على الظَّاهِرِ، فَأمَّا ذُو العَقلِ فَيَرى ما وَرَاء السِّترِ.

لَاحَ لَهُمُ المُشتَهَى، فَلَمَّا مَدُّوا أيدِيَ التَّناوُل؛ بَانَ لِأبصَارِ البَصائِرِ خَيطُ الفَخِّ؛ فَطارُوا بأجنِحَةِ الحَذَرِ، وصَوَّبُوا إلى الرَّحِيلِ الثَّانِي: ﴿ يَا لَيتَ قَومِي يَعلَمُون ﴾ ».

ابنُ القَيِّم -رَحِمَهُ اللهُ-.
[ الفَوَائِدُ || ٦٤ ]

| hottg.com/DU_R_AR

« شَهواتُ الدُّنيَا في القَلبِ = كَشَهَواتِ الأطعِمَةِ في المَعِدَةِ،

وسَوفَ يَجِدُ العَبدُ عِندَ المَوتِ لِشَهَواتِ الدُّنيَا في قَلبِهِ مِن الكَراهَةِ والنَّتَنِ والقُبحِ ما يَجِدُه لِلأطعِمَةِ اللَّذيذَةِ إذا انتَهَت في المَعِدَةِ غَايَتُها.

وكَما أنَّ الأطعِمَةِ كُلَّما كانَت ألَذَّ طَعمًا وأكثَرَ دَسَمًا وأكثَرَ حَلاوَةً كَان رَجِيعُهَا أقذَرُ، فَكَذلِكَ كُلُّ شَهوَةٍ كانَت في النَّفسِ ألَذُّ وأقوَى فَالتَّأذِّي بِها عِندَ المَوتِ أشدُّ!

كَما أنَّ تَفَجُّعَ الإنسانِ بِمَحبُوبِهِ إذا فَقَدَهُ يَقوَى بِقَدرِ مَحَبَّةِ المَحبُوبِ ».

ابنُ القَيِّم -رَحِمَهُ اللهُ-.
[ عِدَّةُ الصَّابِرِينَ || ٤٤٥ ]

| hottg.com/DU_R_AR
«مَا مِن عَبدٍ مُسلمٍ يُكثِرُ الصَّلاةَ عَلىٰ مُحمَّدٍ ﷺ، إلَّا نوَّرَ الله قَلبَه، وغَفرَ ذَنبَهُ، وشَرحَ صَدرَهُ، ويسَّرَ أمرَهُ؛ فأكثِرُوا مِن الصَّلاةِ؛ لَعلَّ الله يَجعَلكُم مِن أهلِ مِلَّتِهِ، ويَستَعمِلكُم بسُنَّتِه، ويَجعَلهُ رَفِيقَنَا جَمِيعًا في جنَّتِهِ، فهو المُتَفضِّلُ عَلينَا برَحمَتِه».

ابنُ الجَوزيِّ -رَحِمَهُ اللهُ-.
[ بُستَانُ الوَاعِظِين || ٢٩٧ ]

| hottg.com/DU_R_AR
«إنَّ بحَسَبِ مُتابعَةِ الرَّسُولِ ﷺ تَكونُ العزَّةُ والكِفايَةُ والنُّصرَةُ، كمَا أنَّ بحَسَبِ مُتابعتِهِ تَكونُ الهدَايَةُ والفلَاحُ والنَّجَاةُ.

فاللهُ سُبحَانهُ علَّقَ سَعادَةَ الدَّارَينِ بمُتابعتِهِ، وجَعلَ شَقاوةَ الدَّارَينِ في مُخالفتِهِ.

• فلِأتباعهِ = الهُدَىٰ، والأمنُ، والفلَاحُ، والعِزَّةُ، والكِفايَةُ، والنُّصرَةُ، والوِلايَةُ، والتَّأييدُ، وطِيبُ العَيشِ فِي الدُّنيَا والآخِرَةِ.

• ولِمُخالِفِيهِ = الذِّلَّةُ، والصَّغارُ، والخوفُ، والضَّلالُ، والخِذلَانُ، والشَّقَاءُ فِي الدُّنيَا والآخِرَةِ».

ابنُ القَيِّمِ - رَحِمَهُ اللهُ-.
[ زادُ المِعَادِ || ١ / ٣٩ ]

| hottg.com/DU_R_AR
«وقالَ شَاهدُ القِصَّةِ وهو جَمَالُ الدِّينِ:

"وافترَسَهُ الكلبُ -واللهِ العَظِيمِ- وأنَا أنظُر، ثمَّ عَضَّ عَلىٰ الصَّلِيبِيِّ زَردَمَتِهِ -أي حَلقَهُ- فَاقتَلعَهَا فمَاتَ المَلعُونُ، ثمَّ اشتُهرَتِ الوَاقِعَة».

وذَكرَ الذَّهَبيُّ هَذهِ القِصَّة في مُعجَمِ الشُّيُوخِ | ٣٨٧، بإسنَادٍ صَحِيحٍ.

| hottg.com/DU_R_AR
«ذَاتَ مرَّةٍ تَوجَّهَ جَماعَةٌ مِن كبَارِ النَّصَارىٰ؛ لِحضُورِ حَفلٍ مَغُوليٍّ كَبيرٍ عُقِدَ بسَببِ تَنَصُّرِ أحَدِ أمرَاءِ المَغُولِ.

فأخذَ وَاحِدٌ مِن دُعَاةِ النَّصَارىٰ فِي شَتمِ النَّبيِّ ﷺ، وكانَ هُناكَ كلبُ صَيدٍ مَربُوطٍ.

فَلمَّا بَدأ هَذا الصَّليبيُّ الحَاقدُ في سَبِّ النَّبيِّ ﷺ؛ زَمجرَ الكلبُ وهَاجَ ثُمَّ وَثبَ عَلَىٰ الصَّلِيبيِّ وخَمَشهُ بشِدَّةٍ، فَخلَّصُوهُ مِنهُ بَعدَ جُهدٍ.

• فَقالَ بَعضُ الحَاضِرينَ: هَذا بكَلامِكَ في حَقِّ مُحمَّدٍ ﷺ.

• فَقالَ الصَّليبيُّ: كلَّا، بَل هَذَا الكلبُ عَزيزُ النَّفسِ، رَآنِي أشِيرُ بيَدِي فَظنَّ أنِّي أرِيدُ ضَربَه.

ثُمَّ عَادَ لِسَبِّ النَّبيِّ ﷺ وأقذعَ في السَّبِّ، عِندَهَا قَطعَ الكلبُ رِباطهُ ووَثبَ عَلىٰ عُنقِ الصَّليبيِّ، وقَلعَ زَورَهُ في الحَالِ -أي أعلىٰ صَدرِهِ- فمَاتَ الصَّليبيُّ مِن فَورِه.

فَعِندَهَا أسلمَ نَحوَ أربَعِينَ ألفًا مِنَ المَغُولِ».

ابنُ حَجرٍ العَسقَلانِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-.
[ الدُّرَرُ الكامِنةُ || ٣ / ٢٠٢ ]

| hottg.com/DU_R_AR
The owner of this channel has been inactive for the last 11 months. If they remain inactive for the next 18 days, they may lose their account and admin rights in this channel. The channel will remain accessible for all users.
HTML Embed Code:
2024/05/21 18:35:49
Back to Top