TG Telegram Group Link
Channel: قناة عزَّام
Back to Bottom
تلاوة جميلة لسورة الكهف للقارئ عبد الرحمن أبا الخيل
ذكرى الراحلين تثير في القلب شجناً وأي شجن.. والمؤمن يحسن الظن بربه عز وجل، وما أعده لعباده المتقين من فسيح جناته، وما وعدهم به من الاجتماع والاتكاء على الأرائك يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب. ثم هو يرفع أكف الضراعة لله سبحانه بألا يخيب الرجاء، وأن يحسن الوفادة، وأن يتولاهم بالرحمة والعفو والمغفرة، وأن يفسح لهم في قبورهم وينور لهم فيها ويجعلها روضة من رياض الجنة، وهذا الذي يسرون به هناك ويفرحهم.
وأما حظ المؤمن من الراحلين فعلى الله في ذلك العوض، وما منا إلا متقدم أو متأخر، ومن تعزى بعزاء الله، ورضي بقضائه وقدره أخلف الله عليه خيراً، وأورثه الحياة الطيبة، وأسعده في دنياه وأخراه.
الحرم يوم يكون الحاج في عرفة فرصة من لم يحج من أهل مكة شرفها الله، اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابةً.
باب الافتقار الصِّرف..

"وأقربُ بابٍ دخل منه العبد على الله تعالى باب الإفلاس، فلا يرى لنفسه حالًا ولا مقامًا، ولا سببًا يتعلق به، ولا وسيلة منه يَمُنُّ بها، بل يدخل على الله تعالى من باب الافتقار الصِّرْف والإفلاس المَحْض، دخولَ من قد كسر الفقر والمسكنة قلبه حتى وصلت تلك الكسرة إلى سُوَيْدائه فانصدع، وشملته الكَسْرة من كل جهاته، وشهد ضرورته إلى ربه عز وجل وكمال فاقته وفقره إليه، وأن في كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة فاقةً تامةً، وضرورةً كاملةً إلى ربه تبارك وتعالى، وأنه إن تخلى عنه طرفة عينٍ هَلَكَ، وخسر خسارة لا تُجْبَر؛ إلا أن يعود الله تعالى عليه ويتداركه برحمته"
ابن القيم

قلت: وحسَنٌ أن يتوسل الإنسان لربه بعمله الصالح، لكن مع استحضار تام لفقره إلى باريه واحتياجه إليه وأنه لا حول له ولا قوة إلا به، وأنه لولاه لما قدر على شيء من الخير.
من قام هذه العشر الأواخر أدرك ليلة القدر لا محالة إن شاء الله تعالى، فأرِ الله من نفسك خيراً، واعمر لياليك بالذكر والقرآن والطاعات وصالح الأعمال، وأحسن الظن بربك، وأقبل عليه بكل قلبك، وما أسرع ما يقال غداً عيد، ويبقى في نفسك غصة إن أنت فرطت.
واستحضار كونك مدرك -إن شاء الله- ليلة القدر بقيامك هذه الليالي المعدودة يبعث في قلبك شعوراً مختلفاً، فإنك متى استوعبت هذه الليالي بالطاعات علمت أنك قد صادفت ليلة القدر بعبادة يحبها الله عز وجل، وهو سبحانه جواد كريم، ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، فكيف بليلة القدر؟!
واذكر حال الراحلين، الذين سبقونا، يود أحدهم بعد أن رأى الوعد الحق أن يتزود ولو باليسير من العمل الصالح، روي عن أبي هريرة رضي الله عنه -وروي مرفوعاً- أنه مر على قبر دفن حديثاً، فقال: (ركعتان خفيفتان مما تحقرون وتنفلون يزيدهما هذا في عمله أحب إليه من بقية دنياكم).
قال إبراهيم التيمي: (مثلت نفسي في الجنة، آكل من طعامها، وأشرب من شرابها وأجاور من فيها وأصيب ما أشتهي، ثم قلت: أي نفس، تمني! قالت: أتمنى أن أرجع إلى الدنيا فأزداد من العمل كيما أزداد من الثواب.
ثم مثلت نفسي في النار، آكل من زقومها، وأشرب من حميمها، وأجاور من فيها، ثم قلت: أي نفس، تمني، قالت: أتمنى أن أرجع إلى الدنيا فأتوب كيما أنجو مما أنا فيه، فقلت لها: أي نفس، فأنت في أمنيتك فاعملي).
وأنت، فأنت في أمنيات الراحلين فاجتهد..
قد تثقل الإنسان الذنوب وكلما هم بالإقبال على مولاه حدثته نفسه.. أنى لك؟! ولست هنالك! وأن بينه وبين المقامات العالية مفاوز، وأنه ليس هو من يستحق أن تجاب دعوته..
ترفق..
واعلم أنك تتعامل مع ربك عفو غفور، كتب على نفسه الرحمة، وأنه لو جازاك بما تستحق لكنت من الخاسرين، لكنه غفور رحيم واسع المغفرة، فأحسن الظن به سبحانه؛ فإنه تعالى يقول: (يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك).
فليكن مما تذكره إذا رفعت يديك إليه ماضيات نعمه عليك، وما والاه من وافر جوده، وسابغ ستره وإحسانه، وكثير صفحه وعفوه وإمهاله وغفرانه، وما امتن عليك به من متقدم الفضل؛ فقد كان هذا من طريقة الأنبياء في دعائهم ومناجاتهم لربهم..
ينادي زكريا عليه السلام ربه نداء خفياً: ﴿قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً . ولم أكن بدعائك رب شقياً﴾، يقول: لم أعهد منك إلا إجابة الدعاء.
ويحكي سبحانه وتعالى عن إبراهيم: ﴿سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفياً﴾، أي: رحيماً لطيفاً معتنياً بي.
وحكى سبحانه عن مناجاة موسى: ﴿رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيراً للمجرمين﴾.
فذكروا عليهم السلام ما تقدم من فضل ربهم عليهم ونعمائه، بين يدي دعائهم ومناجاتهم.
رمضان قد تقصلت ظلاله - آثار المُعلِّمي ٢٢/ ٤٤
من نعيم أهل الجنة الذي يتنعمون به زيادة على ما هم فيه من النعيم.. نعيم النجاة من النار. وذلك فضل من الله خالص. وكون الله عز وجل يزحزحك عن النار ويدخلك الجنة، فالزحزحة عن النار نفسها نعمة ومنة منه سبحانه؛ لأن من بني آدم من يدخلهم الله النار، وكم يقارف أحدنا من الأعمال ما يستحق به العقاب، نسأل الله رحمته وعفوه.
فأن يصطفيك الله عز وجل، ويجعلك في جملة أهل الجنة، تنظر إليه سبحانه، وتسمع كلامه، وتتنعم بنعيم الجنة، بينما أمم قد خلت من الجن والإنس في النار، كلما دخلت أمة لعنت أختها.. لا ينطقون، ولا يؤذن لهم فيتعذرون، وإذا قالوا ﴿ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون . قال اخسؤوا فيها ولا تكلمون﴾، فأن ينجيك الله من هذه الحال، ويجعلك من الأولين المنعمين فذلك فضل منه سابغ، ومنة عظمى.
ولذلك فإن أهل الجنة عند اجتماعهم في الجنة يتساءلون ويحادث بعضهم بعضاً بأحوالهم، ويذكرون أنهم كانوا في الدنيا مشفقين من عذاب الله عز وجل، ويقولون: ﴿فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم﴾. وفيما ذكره الله عن بعض أهل الجنة إذ يطلع -مع زمرة من صحبه من أهل الجنة- على قرينه الذي هو في سواء الجحيم؛ فإنه يقول له: ﴿تالله إن كدت لتردين . ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين﴾، يعني في العذاب معك.
ولكون النجاة من عذاب الله نعمة بحد ذاتها، فإن النبي ﷺ-كما في الصحيح- يقول: (لا يدخل أحدٌ الجنة إلا أري مقعده من النار لو أساء ليزداد شكراً، ولا يدخل النار أحدٌ إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن ليكون عليه حسرة).
فاللهم اشملنا بعفوك، وزحزحنا عن النار وأدخلنا الجنة..
قناة عزَّام
رمضان قد تقصلت ظلاله - آثار المُعلِّمي ٢٢/ ٤٤
فرصتك في الليلة الأخيرة من هذا الشهر المبارك، ختم الله بالصالحات عملي وعملك..
كأن كبداً لم تظمأ، وكأن عيناً لم تسهر..
الحمد لله على ما أنعم به وتفضل من إكمال عدة شهر رمضان، كل عام وأنتم بخير، تقبل الله منا ومنكم صالح القول والعمل، وجعله عيد خير وبركة علينا وعليكم.
من خير ما يقدمه امرؤ لنفسه بعد رمضان.. أن يستثمر الطاقة الإيمانية التي تحصلت له منه في أعمال يستديمها بعده، لتكون جزءاً من حياته اليومية. أوراد ثابتة من الصلاة والقرآن والذكر والدعاء وغير ذلك من الأعمال الصالحة، ولو قلَّت. وهذا - والله أعلم - من مقاصد رمضان ﴿لعلكم تتقون﴾. وكأن رمضان محطة زاد إيماني يتزود منها المؤمن لقادمات أيامه.
مما ينبغي أن يعتنى به عند رسم خطة للورد اليومي من أي شيء كان، أن ينظر في الوقت المتاح الذي سيجعل للورد، فإن كان الوقت لا يتسع للورد المخطط له فينبغي تقليل الورد ليستوعبه الوقت، ولابد من ذلك، أو زيادة الوقت، فإن الذي يحدث عادة هو أن يرسم الناس خططاً حالمة، تضيق عنها الأوقات المتاحة، فلا أحدهم بعد ذلك ينجز القليل ولا يقدر على الوفاء بالكثير. والخطط الحالمة حين رسمها تلذ للنفس وتأنس بها الروح، وإنما تبتلى بمعترك الواقع.
تحت غطاء عزة النفس أو الإباء أو الامتناع عن الضيم، أو قوة الشخصية تجد بعض الناس غضوباً لجوجاً، وما أحوجنا إلى العودة إلى المفاهيم الأساسية في الوحي. أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، علمني كلمات أعيش بهن، ولا تكثر علي فأنسى (لاحظ أنه يريد نبراساً يستضيء به ما عاش).
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تغضب).
وفي رواية البخاري: فردد مراراً، بمعنى أنه كرر السؤال، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تغضب).
قال بعض الرواة: (تفكرت فيما قال، فإذا الغضب يجمع الشر كله).
ما جعلك مشتت الرؤية متوتراً هو أنك لم تشرع في العمل، اشرع وترتيب الذهن والأفكار سيأتيك تدريجياً.
من نكد الدنيا..
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
مقطع عظيم .. تغمد الله الشيخ برحمته
HTML Embed Code:
2024/05/22 00:11:17
Back to Top