TG Telegram Group Link
Channel: قناة عزَّام
Back to Bottom
إذا تقرر أن الإنسان خلق في كبد، وأن هذه الدار جبلت على كدر، وأن العوارض والابتلاءات لابد من عروضها للمرء في هذه الحياة، ولا يخلو منها بشر، فلابد أن يعلم المرء أيضاً أن لابد من طريق للتعامل مع هذه العوارض بحيث لا تقطعه عن المسير، ولا تنغص عليه عيشه، وهذا -بيقينٍ- لا يأتي تاماً إلا بالإيمان والعمل الصالح وثلج الصدر بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف.
وهذه المعاني وغيرها كالرجاء والرضا وحسن الظن بالله عز وجل والثقة به سبحانه، ونحو ذلك مما تضمنه الوحي على أتم منهاج وأكمل نظام تورث المؤمن الحياة الطيبة، وتفرح قلبه وتملؤه بالبهجة، حتى إن ما ينزل بغيره فيقصم ظهره وينغص عيشه وتظلم الدنيا في وجهه حتى ليكاد يتمنى الموت، أو يتمناه حقاً، وربما زاد فتعاطى أسبابه.. ينزل على المؤمن برداً وسلاماً، وهو وإن عرض له ما يعرض لكل البشر من دمع العين وحزن القلب إلا أنه ثابت القلب، بالصبر والإسراع إلى الرضا بالله عز وجل وقضائه وقدره، ثم هو يوافي يوم القيامة وله جزاء الضعف بما عمل، وهم في الغرفات آمنون، ومن أوفى بعهده من الله!
وقد عجب النبي صلى الله عليه وسلم لأمر المؤمن؛ لأن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيراً له.
من أخبار الصالحين في عصرنا..
ولعله إن طالت بك حياة أن يأتي ذلك اليوم الذي تنظر فيه بحاجبين مقوسين متعجباً من طريقة تعاطيك مع أمر استعسر عليك، ولقد رأيت الإنسان ابن ساعته، يعرض له العارض أو يضيق بأمر، فينظر عن يمينه فلا يرى إلا ظُلمة وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ظُلمة وينظر بين يديه فلا يرى إلا ظُلمة وينظر من خلفه فلا يرى إلا ظُلمة، حتى إذا انجلت وتكشفت جعل يعجب كيف رأى هذه الظُّلمة أصلاً، فضلاً عن ألا يرى إلا هي !
إذا كان للمرء اهتمامات تملأ عليه وقته لا يكون لديه من الوقت ما يتسع للفِكَر في أحوال الناس وتفاصيل أمرهم من حيث هي وقائع لا اتصال لها بمعنى. ومن تعظم عنده أحوال الناس وما قالوا وما فعلوا، كثيراً ما تجده خلواً من كل اهتمام فاضل، محلاً قابلاً للواردات ما كانت. والتجربة تعطيك أنك متى أردت التشاغل عن أمر فاملأ نفسك بغيره. ستجد التزاحم والتغالب في أول الوقت، حتى إذا مر الزمان تبدلت الهموم، فصفا لك الحديث عن كدر القديم، وكَرَّ عليه بالنسخ فإذا هو كالرميم.
قسمة الورد القرآني
(حوار بين أبي موسى ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما)
مما يفتح به المصاب على نفسه باب الهموم والغموم أن ينسحب مما كان هو فيه من أعمال واشتغالات نافعة أو هوايات مباحة بحجة انعدام الرغبة أو الشغف بعد ما يعرض له العارض من فقد حبيب أو مرض أو بلاء أو عارض من عوارض هذه الحياة، وود الشيطان لو ظفر منه بهذه الفُرجة فيملأها بكل رديء من الهموم والخواطر، فيتعاظم عليه البلاء من حيث أراد الراحة.
مجموع رسائل ابن رجب ٤/ ٤٣٦
"وشاهدنا الكعبة الشريفة، زادها الله تعظيماً، وهي كالعروس تجلى على منصة الجلال، وترفل في برود الجمال، محفوفة بوفود الرحمن، موصلة إلى جنة الرضوان… ومن عجائب صنع الله تعالى أنه طبع القلوب على النزوع إلى هذه المشاهد المنيفة، والشوق إلى المثول بمعاهدها الشريفة، وجعل حبها متمكناً في القلوب، فلا يحلها أحد إلا أخذت بمجاميع قلبه، ولا يفارقها إلا أسفاً لفراقها، متولهاً لبعاده عنها، شديد الحنين إليها، ناوياً لتكرار الوفادة عليها، فأرضها المباركة نصب الأعين، ومحبتها حشو القلوب. حكمة من الله بالغة، وتصديقاً لدعوة خليله عليه السلام.
والشوق يحضرها وهي نائية، ويمثلها وهي غائبة، ويهون على قاصدها ما يلقاه من المشاق ويعانيه من العناء، وكم من ضعيف يرى الموت عياناً دونها، ويشاهد التلف في طريقها. فإذا جمع الله بها شمله، تلقاه مسروراً مستبشراً، كأنه لم يذق لها مرارة ولا كابد محنة ولا نصباً. إنه لأمر إلهي، وصنع رباني، ودلالة لا يشوبها لبس، ولا تغشاها شبهة، ولا يطرقها تمويه. وتعز في بصيرة المستبصرين، وتبدو في فكرة المتفكرين. ومن رزقه الله تعالى الحلول بتلك الأرجاء، والمثول بذلك الفناء، فقد أنعم الله عليه النعمة الكبرى، وخوله خير الدارين، الدنيا والأخرى. فحق عليه أن يكثر الشكر على ما خوله، ويديم الحمد على ما أولاه. جعلنا الله تعالى ممن قبلت زيارته، وربحت في قصدها تجارته، وكتبت في سبيل الله آثاره، ومحيت بالقبول أوزاره، بمنه وكرمه"

ابن بطوطة
(ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعاً، غير فريضة، إلا بنى الله له بيتاً في الجنة. أو إلا بني له بيت في الجنة)، كما جاء في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإذا التزم المؤمن هذه الركعات سنة كاملة فهذه ٣٦٠ أو ٣٦٥ بيتاً، والناس اليوم يتحدثون عن "بيت العمر"، ولو قيل لأحدهم: لك فيلا في هذه الدنيا مقابل عمل تؤدي مجموعه في حوالي ربع ساعة أو عشرين دقيقة لاستطار فرحاً، فما بالك بـ ٣٦٥ بيتاً في جنة الخُلد التي وُعد المتقون، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
ثم إن مجموع السجدات المتحصلة بأداء اثنتي عشرة ركعة على مدار العام يساوي ٨٧٦٠ سجدة تقريباً، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول -كما في صحيح مسلم-: (عليك بكثرة السجود لله؛ فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة)، فهذه ٨٧٦٠ درجة يرفعك إليها رفيع الدرجات ذو العرش سبحانه، وهذه ٨٧٦٠ خطيئة يحطها عنك، وما أكثر خطايانا، وما أحوجنا إلى تكفيرها.
فالمؤمن الذي يصلي هذه الاثنتي عشرة ركعة يتقلب بين وعود ربانية كريمة، وهي متحصلة بأداء السنن الرواتب، أربع ركعات قبل الظهر وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر، وهذا سوى ما في ذلك من النعيم المعجل في الدنيا وأن أقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد وأن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف إلى أضعاف كثيرة، والله يضاعف لمن يشاء، وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب، فالحمد لله على وافر فضله.
من وصية سليمان بن عبدالعزيز الراجحي، وعمره الآن ٩٤ سنة أحسن الله لنا وله ولجميع المسلمين الخاتمة.
من المخيف أن من مظاهر قسوة القلب أن تؤول الحال بالمرء إلى أن تمر به العظات والعبر، تترك فيه - إن تركت - مفعولاً مؤقتاً، ثم يتجاوزها مرة بعد مرة، لا ينثني عن مراداته ومقاصده وأهوائه القديمة ولا يعيد فيها النظر ولا يقف؛ لينظر سيره وإلى أي وجه يتحرك. يضحي وعنده ما يشبه المناعة السلبية عن كل ما يلين القلب ويسمو بالروح ويزيد الإيمان والعمل الصالح.
﴿وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائماً فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه﴾ ﴿أو لا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون﴾.
إذا آلت الحال بالمرء إلى مثل هذا فلا عاصم له -من قبل ومن بعد- إلا الله، ولا ملتجأ له منه إلا إليه، وإلا فهو الطبع على القلب وقسوته حتى يكون كالحجارة أو أشد قسوة.
حقيقة أن (كلهم آتيه يوم القيامة فرداً)، وحشر الناس في ذلك اليوم حفاة عراة غرلاً، حقيقةٌ تعيد ترتيب أولويات الإنسان في هذه الحياة. فلا أحد من الناس سينفعك (يوم لا ينفع مال ولا بنون . إلا من أتى الله بقلب سليم). (يوم يفر المرء من أخيه . وأمه وأبيه . وصاحبته وبنيه . لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه).
هناك، في اللحظة التي توسد فيها القبر، لن تنفعك قرابات ولا علاقات ولا صلات، وما ثم إلا عملك الصالح وما يبقى من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو دعاء الصالحين ممن يذكرك من ولد وغيره.
وإن إرهاصات هذا المشهد لتبدأ من حين تبلغ الروح الحلقوم؛ حيث لا يملك أحد من الناس، وإن عظم قدره أو طالت خبرته أن يمسك على الإنسان نفسه: (فلولا إذا بلغت الحلقوم . وأنتم حينئذ تنظرون . ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون . فلولا إن كنتم غير مدينين . ترجعونها إن كنتم صادقين).
مثل هذه المشاهد تبعث على الرهبة والخوف، فأنت اليوم إن أملت في أحد من الخلق أو رجوت منه نفعاً أو خشيت منه ضراً، فإن في تلك المشاهد ما يعيد لك الأمور إلى نصابها الصحيح، فما في أمر الدنيا شيء يَسْوَى. وأنت هنا في هذه الدنيا إن كان جاهُك أو مالُك يبلغك آمالَك، وتحقق به مطالبك فإنك إذا وسدت القبر انقطعت صلتك بكل متاع الدنيا، ولم يعد شيء بعد تلك اللحظة يتحصل بالجاه ولا بالمال، ما لم تصرفه قبل رحيلك في الصالحات.
إن هذه المشاهد لتأخذ بالنفس البشرية وتهزها هزاً عنيفاً.. أن استيقظ من غفلتك واستبصر، واعرف حقائق الأمور التي ربما حاولت أن تحيد عنها، قبل أن يكشف عنك الغطاء ضرورة وتتجلى لك الحقائق في أوضح صورة، بعد أن ينقطع العمل وتستحيل الأوبة والرجوع: (لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد).
من سنن الله في هذه الحياة أن "النّجحَ مقيم في كَنَف الدؤوب" كما قال الأول. ترى الطفل يبدأ مشيه، يحبو تارة ويمشي تارة ويسقط تارة، وشيئاً فشيئاً حتى يمشي أمثل مشية بل يركض أحسن ركض. وترى المرء يبدأ عمله أو تعلمه يعثر مرة ويقوم مرة ويكبو تارة ويستقيم أخرى ويسقط تارات، ثم لا يلبث حتى يعتدل سيره ويقل خطؤه، ثم تراه بعد سنتين أو ثلاث أو أربع أو خمس، وما هو بالذي تعرف، وربما انتقل إلى تعليم غيره بعد أن كان يتعلم أو تدريب غيره بعد أن كان يتدرب، وحينها تقول: أهو فلان؟! أهو ذاك الذي كان وكان؟! فيجيبك لسان الحال: نعم هو، وما الشأن -بعد توفيق الله- إلا بالمواظبة.
وحينذاك يراه غيره ممن لم يواصل مواصلته، ولم يواظب مواظبته فيتساءل كيف وصل؟! وينسى كيف ابتدأ، ولطالما نظر الناس إلى كمال النهاية ولم يعتبروا بنقص البداية.
وكثير من الناس أنفاسهم حاسرة، ينقطعون عن المواصلة، ولا يصبرون على المواظبة، فمن حيث يبدأ الواحد منهم علماً أو عملاً ترمق عينه كمال النهاية البعيد، فإذا هو لم يبلغه في الحال حصِرَ صدرُه وقعد أو نكص، وقارن نفسه بمن انتهى، وأين ذياك الذي يصبر على الشهر والشهرين، فضلاً عن السنة والسنتين والثلاث وأكثر!
قال بعض المحدَثين: (ولا ريب في أن نصف العبقرية هو الصبر، يُكلل هامة الرجل العامل الدؤوب بإكليل الظفر).
"كان الشيخ تقي الدين - رحمه الله - إذا دعي أكل ما يكسر نهمته قبل ذهابه، ولعله تبع في ذلك من مضى من السلف.
وقد ذكر ابن عبد البر عن علي أنه كان إذا دعي إلى طعام أكل شيئاً قبل أن يأتيه، ويقول: قبيح بالرجل أن يظهر نهمته في طعام غيره.
وهذا والله أعلم يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال".
الآداب الشرعية لابن مفلح
من القصص المهيبة في كتاب الله عز وجل قصة إبراهيم مع إسماعيل عليهما السلام. يدعو إبراهيم عليه السلام ربه بأن يهبه من الصالحين، فيهبه ابنه إسماعيل. يكبر إسماعيل ويشتد عوده ويبلغ مع أبيه السعي. ﴿فلما بلغ معه السعي﴾ لاحظ أن الآية لا تتحدث عن بلوغ السعي فقط، وإنما عن بلوغه مع أبيه السعي، بمعنى أنه كان عضداً وعوناً لأبيه عليهما السلام. وما أسعد الأب بابنه إذا ما بلغ تلك المرحلة. ﴿قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك﴾! يا الله ما أشد وقعها. لو قالها إنسان لعدوه لكانت من الشدة بمكان، فكيف بابنه وفلذة كبده. ثم تأمل الرحمة والشفقة بتصديره للكلام بقوله: ﴿يا بني﴾ ﴿يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى﴾ تلمس الشفقة والرحمة في هذه الكلمات: يا بني .. فانظر ماذا ترى. تخيل مشهد الأب يخاطب ابنه بمثل هذا الخطاب وقد بلغ معه السعي وأمل فيه الآمال وانتظر منه أن يكون ساعده الأيمن، بعد سنوات من الرعاية والعناية والولاية والشفقة والرأفة والرحمة. ثم تأمل جواب إسماعيل صادق الوعد المرضي عند ربه، هل راجعه في الرؤيا؟ هل استفصل منه أو استفسر؟ هل تردد؟ هل سأل؟ كلا! لم يختر الله له إلا مقام الصديقين المسلمين: ﴿قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين﴾ هكذا بعزيمة المؤمن وإصراره وثقته بالله عز وجل.
﴿فلما أسلما﴾.. أسلم كل منهما لله عز وجل، ووكل أمره إليه، الأب وابنه عليهما السلام. الأب أقدم على ذبح فلذة كبده، والابن أسلم حياته لباريه بأسرها!
﴿وتله للجبين﴾! قال أهل التأويل: وضع وجهه للأرض، ويحكون أنه قال: لا تذبحني وأنت تنظر إلى وجهي كيلا تنظر إلي فترحمني، وأنظر أنا إلى الشفرة فأجزع.
وما أشد هذا البلاء على النفس، إن الأب الشفيق لو رأى ابنه يسقط السقطة اليسيرة لتألم. ولو رآه يُكلم كلماً في جلده لوجد وقع ذلك في قلبه، فكيف به أن يتله للجبين، لأي شيء؟ ليذبحه!
﴿وناديناه أن يا إبراهيم . قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين . إن هذا لهو البلاء المبين . وفديناه بذبح عظيم﴾.
إي والله، إن هذا لهو البلاء المبين.. إن هذا لهو البلاء المبين.. إن هذا لهو البلاء المبين!
لكن الله لا يضيع أجر المحسنين، وهذه مقامات أهل الاصطبار ﴿وتركنا عليه في الآخرين . سلام على إبراهيم . كذلك نجزي المحسنين . إنه من عبادنا المؤمنين﴾.
فصارا لا يذكران في الأولين والآخرين إلا بالذكر الحسن والثناء الطيب الجميل، وصارا عنواناً للصدق ومقامات الإحسان، وأسوة حسنة ومثالاً على الذين هداهم الله. حتى سمينا بالمسلمين بتسمية أبينا إبراهيم لنا ﴿ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا﴾، ولو جمع امرؤ محامد إبراهيم الذي وفى عليه السلام وثناء الله عز وجل عليه في كتابه لاجتمع له ما تقر به عينه، ألحقنا الله به وبنبينا وجمعنا بهم في مستقر رحمته، صلى الله عليهم أجمعين وسلم.
HTML Embed Code:
2024/06/03 17:29:26
Back to Top