الأشياء الغير طبيعية داخل غزّة حاصلة ولكن يظلّ أن نبصرها، لا أقصد أن رجال المقاومة أساطير ومن خارج هذا الكوكب ولا أنّ أهل غزّة ليسوا من البشر فلا يزورهم التعب، ولكن أقصد أننا وبعد هذه الأشهر الطويلة وكلّ هذا الحشد والقنابل التي لا تحتملها البلاد والجوع الذي يهدّ الأجساد؛ ما زال هُناك مقاومة عنيدة تُثخِن وما زال هناك أناس صابرة محتسبة على أرض غزّة، هذا شيء غير عادي وفيه من الكرامة وآيات الله ما فيه،، الأشياء العجيبة حاصلة ولكن يظلّ أن نساندها.. وكما أشار الشيخ في خطبة الجمعة: لا تظنّ أنّ كلّ هذا الموت سيذهب عبثًا؛ سيحدث الله عزّ وجل بعد ذلك أمرا.. والله غالب على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون…

كل محدودي الذكاء أو غير المهرة يشعرون بفوقية شديدة وتعال على الآخرين. الأشخاص الأذكياء يشعرون دومًا بعدم الرضا عن النفس وبأنهم ليسوا بهذه البراعة، ولربما حسبوا ان ما يقومون به ببساطة هو شيء سهل يقوم به أي واحد آخر. تذكر الفيلسوف اليوناني الذي قال : “إني أعرف اني لا أعرف”. يقول كونفوشيوس: “المعرفة الحقيقية هي أن تدرك مدى جهلك”.

ويقول برتراند راسل: “مصيبة عصرنا هو أن من لا يفهمون يشعرون بالتفوق، بينما الأذكياء فعلاً تملؤهم الشكوك”.

من مقال "في نعيم الجهل" للدكتور أحمد توفيق.

من الأشياء التي أحاوِل تعلّمها وأجد القليل من الناس يفعلها: الثقة الهادئة. بمعنى التحرّك بخطوات ثابتة وبأرضيّة صحيحة صلبة ومع نفسيّة طيّبة لا ترى نفسها فوق غيرها..

ظنّ الجهل بالنفس وطلب العلم دائمًا شيء مطلوب لا خلاف عليه، ولكن أشعر أحيانًا -وهناك أبحاث على هذا- أن التردد والشكّ يُفقِد الإنسان الكثير من قُدراته التي يمتلكها فعلا، ولو استطاع الإنسان الجمع بين الافتقار والتواضع والتحرّك الواثق الغير متذبذب لقطع مسافة كبيرة طيّبة…

عبارة "الأمثل عدو الجيّد" ليست عبثيّة، وهم المثالية يسرق من الإنسان الكثير، الإنسان لا يحتاج أكثر من التحرّك في المساحة المتاحة أمامه ومحاولته القيام بأفضل شيء يستطيعه الآن، هذا التحرّك هو الخطوة الأولى للاقتراب من المثاليّة الممكنة، الانتظار الغير فعّال والمبالغة في طلب المثاليّة لا يفعل شيء أكثر من تأخير الإنسان…

بمناسبة كليب القسّام بعنوان "جبال غزة"، الكثير ممن يتكلم في تاريخ الحروب والاحتلال ومقاومته؛ يتحدثون عن دور الجغرافيا والجبال والتضاريس عامّة في مساعدة أهل الأرض على مقاومة مستعمريها، وغزّة من هذا المنطلق فهي تفتقد تقريبًا لكلّ التضاريس التي تساعد أهلها، ولكن بفضل الله عزّ وجل فقد ألّفوا الأنفاق وربّوا معها الرجال فعوّضوا بهذه تلك…

رحم الله إبراهيم..

صلاة النبي يا المقاومة، العبري مش ملحّق الإعلان عن أحداث صعبة ونقل جثث وإصابات من أرض العزّة والكرامة..

تذكرت المقال بعد رؤيتي اليوم منشور لشاب مصريّ يعيش في لندن منذ سنوات قليلة، وضع فيه صورًا لبناء معماريّ جميل جدًا وكتب فوقه ساخرًا: بناه من استحلّ المعازف والخمر والرقص… تخيّل إلى أيّ درجة وصل الانهزام النفسي والسطحيّة المُطلقة في الحكم، وكأنّ باستحلالهم الدناءات والفجور صاروا إلى ما صاروا إليه اليوم من تقدّم مادّي، وفي الجهة المقابلة وكأنّ المسلمين تخلّفوا لأنّهم يُحرّمون المعازف والخمر والرقص،، بعيدًا عن الجهل المُركّب إلا أنّ هذا ببساطة هو تطبيق مباشر لما سمّاه السكران "تعميم التفوّق"، أي أخذ التقدّم في مساحة ما وتعميمه على باقي المساحات، والحقيقة نعم هُناك تقدم اقتصاديّ ومعماريّ ولكن هناك كذلك الكثير من الفجور والتخلّف الروحي والأخلاقي، بل والأدهى من ذلك أنّ هذا البناء المادّي المذهل -كما لا يختلف عاقل- مؤسَّس على استعمار الدول الفقيرة ونهبها واستعباد أهلها،، نعوذ بالله من عمى القلب واختلال الميزان…

وَلَقَدۡ ذَرَأۡنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِۖ لَهُمۡ قُلُوبٞ لَّا يَفۡقَهُونَ بِهَا وَلَهُمۡ أَعۡيُنٞ لَّا يُبۡصِرُونَ بِهَا وَلَهُمۡ ءَاذَانٞ لَّا يَسۡمَعُونَ بِهَآۚ أُوْلَٰٓئِكَ كَٱلۡأَنۡعَٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡغَٰفِلُونَ (١٧٩) الأعراف

لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي ٱلۡبِلَٰدِ (١٩٦) مَتَٰعٞ قَلِيلٞ ثُمَّ مَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ (١٩٧) آل عمران

فَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ (٥٥) التوبة

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد

خطبة الجمعة اليوم في ظلال الآيات الكريمات:

وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ (١٥٥) ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ (١٥٦) أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ (١٥٧)
البقرة

ربنا يفرّج عن عباده ويصلح الحال..

مُمل الإنسان في تكرار الأخطاء ممل…

من المساحات الصعبة عند الإنسان مع نفسه ومع غيره؛ التعامل مع الأخطاء كونها شيء يجب تصحيحه وتجنّبه في المرّات القادمة، وفي الوقت نفسه تقبّل فكرة أنّ الإنسان كثير الخطأ وتركيبته ضعيفة سهل وقوعها في الحُفر، التوازن هُنا مهم -وصعب- من أجل أن يُغيِّر الإنسان من نفسه ولا ييأس إذا كرر الخطأ،، وأحيانًا من ظُلم الإنسان وجهله تكون هذه الثنائية سهلة في تعامله مع نفسه؛ ولكنّها غائبة تمامًا في التعامل والحُكم على الآخرين: الخطأ الواحد لا يُغفر وفجأة يصير الإنسان لا يُخطىء…

أحيانًا تكون ال ٨/١٠ مع مهارات شخصيّة ونفسيّة؛ أنجح وأكثر فعالية من ١٠/١٠ جافّة..

في حياةِ كلٍّ منّا أمرٌ فاتَ قطارُه، يغشانا عند ذكرِه غربةٌ روحيّة..

هنا عبوديّة الرِّضا، وسكينةُ التّسليم، واستشعَار أنَّ ما عندَ اللهِ خيرٌ وأبقى.

-الشيخ بدر آل مرعي.

القرآن يختار للإنسان معاركَه، ويرسم له ميادينها، ويرشده إلى أسلحتها ودروعها، ويَزِن له همومه ومشاغله، وأفراحه وآلامه وآماله ومخاوفه، ويصرفه عن بٌنيّات الطريق كلما جرّته الحياة إليها، ويجدد ذلك في نفسه بقدر تعلّق الإنسان بمعاني القرآن ومقاصده، وهذا كله من معاني كونه نورًا وهدى وشفاء!

الإنسان بدون القرآن يتشوّه ويتوه ويحتار فكريًّا ونفسيًّا وإيمانيًّا واجتماعيًّا...