دقائق ثمينة...

---
عادل الثبيتي

العاقل المدرك لأهمية الوقت -خصوصاً في #رمضان -يعلم أن الدقيقة الواحدة أو الدقيقتين كافية لصلاة ركعة، وثلاث دقائق كافية لأن يردد فيها (سبحان اللَّه وبحمده) مائة مرة، وسبع دقائق كافية لأن يردد فيها (لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة، وعشرين دقيقة كافية لقراءة جزء من القرآن.

سبحان الله وبحمده.

إن ضاع منك الأسبوع الأول فخير ما تفعل:
- أن تستهل الأسبوع الثاني بالتوبة والانكسار
- أن تصلي وتسلم على خير الأنام، بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم

ففي التوبة رجاءٌ بتصحيح المسار، وفي الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم إثبات بتصحيح المسار، وأنّك حاضر مع المحبين..

صلّ عليه وأكثر
بقلبٍ يبكي، وعينٍ مشتاقة
بنية التوبة والرجوع، واستدراك ما فات

ثم
أخبرني عن عبراتك حينما يؤذن مغرب الجمعة.

الذي دخل شهر رمضان بغير برنامج عمل صالح ينطبق عليه هذا الكلام أيضا:

الفَوضى تسودُ حينما تتركُ الوقتَ للمُصادفة! (هيَّا وظروفها)..
الذي استيقظَ في الصباح وليس لديه أعمالٌ واضحة يطلبُ إنجازها
يُشبه مَن خرج من بيته ولا يعرف إلى أين يُرِيدُ أن يذهب، فلا يصح له أن يسأل: من أين الطريق. وكيف المسير
اعرفْ طريقَك أولا.. ثم اسأل.. أين.. وكيف
فالذي ليس عنده أعمالٌ واضحة يطلبُها لا يصح له أن يسأل : كيف أُحافِظ على وقتي، وكيف أُقوِّي إرادتي وأرفعُ هِمّتي
عليك أن تبحث أولا عمّا تطلب، وهل أنت حقًا تطلبُه.. هل أنت صادق في طلبه.. ثم بعدها ستأتيك كلُ التفاصيل تِباعًا إن شاء الله بقدِر صِدقِ إرادتك
فصدقُ الإرادةِ دلَّالٌ
والصِدقُ في العمل ليس هو إرادة وجه الله منه، فذاك هو إخلاصه.
إنما الصدق:أن تتحرك لما تُريد، وتسعى حتى يُصدق فعلُك إرادتَك
والإرادةُ تصدقُ وتكذب. والصِدقُ فيها درجات.

يقول ابن الجوزي:
أيُّها النَّاس: إنَّ شهرَكم هذا قد انتصَف، فهل فيكم مَن قَهَرَ نَفْسَه وانتصَف، وهل فيكم مَن قامَ فيه بما عرَف، وهل تشوَّقتْ هِمَمُكمْ إلَى نَيلِ الشَّرَف، أيُّها المُحسِنُ فيما مضَى منه دُمْ، وأيُّها المسيءُ وَبِّخْ نَفْسَكَ علَى التَّفريطِ وَلُمْ، إذا خسرتَ في هذا الشَّهرِ فمتَى تَربَح؟! وإذا لم تسافر فيه نحوَ الفوائد فمتَى تَبرَح؟!
-
📷: محمّد يسري.

أتيتك..
بأحمال ذنوب على ظهري اختلط كبيرها وصغيرها..
وبضاعة مزجاة...اختلط إخلاصها ورياؤها..
وصلاة لا أعلم هل رُفع ربعها أو نصيفها..أو رُدت على وجهي...

فيا حسرتي إن لم تعف عني..
ويا وجلي إن لم تصلح نيتي وعملي..

حاشك أن تطردني وأنا ببابك..فبك ألوذ...وبرحمتك أستغيث...وإليك أهرب... فلا مهرب منك إلا إليك..!
عبيدك سواي كثير...ولا سيد لي سواك..

أنا ببابك لا أبرح حتى تعتقني من نارك..وتعفو عني فإنك عفو تحب العفو..

يا رب يا رب..

الحمد لله .. وبعد،
ليلتنا هذه واحدة من أظهر خمس ليالي يرى جماهير الفقهاء وأئمة الدين أن ليلة القدر تتنقل بينهن.
وتصور وقوع ليلة القدر الليلة وجيه جدًا ويتسق
مع جمهرة النصوص التي أبانت عن ليالي وقوع ليلة القدر.

وما هي إلا سويعات قليلة تمر كالطيف ثم يقبل علينا الفجر، فلا تغبن نفسك الليلة.
واعلم أن البدايات القوية تعينك على الاستمرار وتشرح صدرك للعمل.
وتذكر كم من ليلة كهذه ضاعت منك وفرطت فيها؛ أما يكفيك حسرات مضت حتى تجمع إليها حسرة جديدة بضياع ليلة تذهب إلى غير عودة.

قم وابذل نفسك لله؛ فإن الله أحصى المتعبدين هذه الليلة وعلمهم؛ فكن واحدًا منهم.

م/احمد سيف

🔺فائدة هامة في رمضان يغفل عنها الكثير🔺

بعد صلاة التروايح إلى صلاة التهجد..
بعض الناس يقرؤن فيه وردهم من القران..

هناك أجر أفضل وأعظم من ذلك وهو أن تكبر للصلاة ثم تجلس وتقرأ القرآن..
وعندما تنتهي تركع وتسجد ثم تعود قائما وتجلس وتقرأ القرآن وتكمل بقية الصلاة.
في هذه الحالة أنت أخذت أجرين:
١.أجر تلاوة القرآن
٢.أجر قيام الليل وإن كان نصف أجر الصلاة..
كما قال صاحب الزبد :
ثم الجلوس جائز في النفلِ
بغير عذرٍ وهو نصف الفضلِ
إلا أن الأجر أكبر من أجر قراءة القرآن فقط.

أخبرني بها فضيلة الشيخ الفقيه حسام عامر جزاه الله كل خير.

حتى في العشر الأواخر!!
أتعجب ممن يغفل عن هذا الذكر في غير رمضان لعظيم أجره
فكيف بمن يغفل عنه في العشر الأواخر من رمضان!
تعال واندهش:
قال صلى الله عليه وسلم :"أَلا أُخْبِرُك بِأَكثر أو أفضل من ذكرك الليلَ مع النهارِ والنهار مع الليْلِ؟"
كأنك تذكر ليلا نهارا!
ثم ذكر هذا الذكر العشر الأواخر من رمضان حيث الأجر مضاعف
وحيث ليلة القدر!!..
والحديث صحيح!
احفظه
علقه في بيتك ليكون لك حسابا جاريا..ولأهلك أجرا ونورا..
الآن حتى لا تنسى
حفظه لطلابك..علقه في أماكن عامة
تواصوا به
وأبشر يا طيب..
#أسرتي_مشروعي

الحكم الشرعي #للأركيلة
- د.#محمد_خير_الشعال

۞ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ ۞

‏الكلمة الطيّبة قد تجبر جرحاً ..
توقظ همّة ..
تلين قلباً ..
تبني حياة ..
لا تستهينوا بأثر كلماتكم ..

‏اللّهم اهدنا لأحسن الأخلاق وطيب الكَلام .💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚

بسم الله،

بسرعة هكذا هجـرت مصحفك بعد رمضان؟
تخـليت عن قيـامك؟
فـارقت أورادك؟
بسهولة هكذا؟
لماذا؟
المحب لا يجـافي بانقـضـاء مواسم الاجتـهـاد، ولا يغـادر مقـام عـبـودية أقامه الله فيه.

فهل تظن أن المحبين لازالوا إلى الآن على نفس مستوى الاجتـهـاد الذي كانوا عليه في رمضان ولذا تستبعد أن تكون مـثـلهم؟
تخـطـئ لو ظننت ذلك.
بل هؤلاء بشـر مـثـلك يضـعفون ويفتـرون بعد انتهاء الأزمـنة الفاضلة، لا يستطيعون غالبًا الاستمرار بنفس القوة والهمة لكنهم يظلون ثابتين على أصـول الأعمال وإن قلت أورادهم فيها.

فما الذي يمنعك أن تثبت على قراءة جزء من القرآن يوميًّا وقد اعتدت في رمضان قراءة ثلاثة أجزاء؟
ما يكـبلك عن القيام كل ليلة بركـعتين وقد واظبت في رمضان على قيام كل ليلة بجزء وأكثر؟
ما يحول بينك وبين أذكار الصباح والمساء والدعاء والاستغـفـار والصدقة والصلاة على النبي ﷺ؟
ما يعيـقك عن صيام ست من شوال وقد صمت شهر رمضان؟

ماذا ينقـصك عن المحبين لتكون مـثـلهم؟
لا تتنازل عن أصول ما أنعم الله به عليك في رمضان، ولا تدع المحبين يستـأثرون بمحبة الله دونك بل شاركهم فيها وزاحـمهم عليها وسابقهم إليها، لا ينقـصك شيء لتكون مـثـلهم، وليس الوصول لمقـام المحبة بعـسير.

( عندما أرى تصرفات بعض المصلّين ، أنفر من الصلاة ) !!

يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله :
كنت في زيارة صديق لي (شيخ من المشايخ الصالحين المُرَبيّن)..
وكان في المجلس اثنان من رفاق ولده من الشباب الأحداث المتأنّقين..
فأذن المغرب، فاستعددنا للصلاة،
ولكن أحد الشابين لم يتحرك!
فقال له الشيخ: ألا تصلي؟
قال: لستُ متوضئاً..
قال: هذا الماء..
قال: شكراً، لا أريد الوضوء.
قال الشيخ: الأمر سهل ما فيه مشقة!
قال: لا، شكراً

فتركناهما وصلينا..
فلما قُضِيَت الصلاة، فكّر الشيخ.. فرأى أنه يأثم إن تركهما!
فقال لهما: يا أولادي، يقولون: إن المغرب غريب؛ أي: أن وقته قصير..
وإذا أردتما الصلاة في داركما لم تلحقاها.
قال الشاب الثاني: أقول لك الصحيح؟ نحن لا نصلي!
قال: ولماذا لا تصليان؟
فقال (بلهجة نابية وجفاء ظاهر): هذه أمور شخصية لا دخل لأحد فيها، ويكفي أني لا أَضُرّ أحدًا ولا أسرق مال أحد!!

قال الشيخ: هذه أمور شخصية في نظرك ونظر من أخذوا برأي الأجانب، أما في نظر الإسلام فلا؛
إن من الواجب على كل مسلم أن ينصح أخاه وأن يرشده، وأن يأمره بالمعروف وأن ينهاه عن المنكر.

قال الشاب: وهل الدين بالصلاة؟
فقلت أنا: نعم، بالصلاة؛ لا الإسلام فقط، بل الأديان كلها..
ليس في الدنيا دين، سواء في ذلك الدين الصحيح الذي هو الإسلام والأديان الباطلة، إلا وعماده الصلاة..
وإلا فَفِيمَ يكون الدين؟!
هل يكون بالرقص والتمثيل والقفز على الحبل؟
إن الشيخ يدعوك إلى فرض فرضه الله عليك لم يفرضه عليك هو..

قال: أنا لا أنكر أن الصلاة فرض، وأنا أحبّ أن أصلي..
ولكني عندما أرى بعض المصلين أنفر من الصلاة!!
عندنا في المدرسة شاب يصلي دائمًا ويقرأ الأوراد، وهو دجَّالٌ مُحتال بعيد عن الأمانة مجانبٌ للاستقامة!

قلت: لهذا تركت الصلاة؟!
قال: نعم.
قلت: لماذا تأكل إذن؟!
قال: لماذا لا آكل؟!
قلت: لأن بين من يأكلون من هو لِصٌّ خبيثٌ ساقطٌ مُحتال.
قال: ما لي وما له؟! الأكل ضروري لحياة الجسد.
قلت: والصلاة ضرورية لحياة الروح، فما لك ولهذا الذي قلت إنه دجال؟!
فسكت..

قلت: وشيء آخر؛ هل تعتقد أن رفيقك الدجال المحتال يصلي؟
قال: نعم..
قلت: لا يا بني، إنه ما صلّى. {إنّ الصّلاةَ تَنهى عَنِ الفَحْشَاءِ والمُنْكَر}؛ هذا قول الله، وقد شرحه رسوله صلى الله عليه وسلم فبيّن أن مَن لم تنهَه صلاتُه عن الفحشاء والمنكر، وكان قد فعلها رياء وتظاهراً، لم يزدد من الله إلا بُعْدًا...

والصلاة أهم الأعمال كلها في نظر المسلم، وقد يترك من أجلها كلّ عمل من الأعمال مهما كان كبيراً، ولا يتركها من أجل عمل من الأعمال مهما كان كبيراً.

من كتاب: (نور وهداية)📚💚

ومن نعيم الدنيا ..
أن لا تأنس إلا بذكره سبحانه وبحمده ..وما يذكّرك به..
وتذكره لغرض منفعة الأجر والمغفرة وإزالة الهم ..
فيستحيل الأمر إلى طمأنينة قلب ..لا يهمك بعدها ما يكون ..!
وفي ذلك سمو النفس ..والغنى عن الخلق ..
فعجبا لذاك الأنس ..وعجبا لذاك النعيم ..!

اللهم ارزقنا لذة القرب منك ..والأنس بذكرك..

"أصبحتُ بين نعمتين لاأدري أيهما أفضل : ذنوب سترها الله فلا يستطيع أحد أن يعَيِّرني بها ،
ومودة قذفها الله في قلوب خلقه لم يبلغها عملي " ..

ابن تيمية رحمه الله

أنت عندك فرصة كل يوم تبعد عن النار سبعين خريفا
.
وعندك فرصة كل شهر تاخد أجر كإنك صومت السنة كلها
.
وعندك فرصة تطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم واخذ ثواب إتباعه
.
وعندك فرصة تاخد أجر صيام يوم شديد الحر بكل تعب تتعبه
.
وفرصة إنك تجمع النوايا دي كلها في يوم واحد لان صيام السنة يمكن الجمع بين نوايا عديدة تاخد أجرها
.
دا غير فرصة إنك تدخل من باب الريان
طبعا كل دا بسبب صيام التطوع
أجر الصيام مش في رمضان بس
.
النبي صلى الله عليه وسلم قال (مَنْ صَامَ يَوْماً فِي سَبِيلِ الله بَعَّدَ الله وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا) ❤️
.
وقال 《صَوْمُ ثلاثةِ أيامٍ من كُلِّ شهرٍ صَومُ الدَّهرِ 》
.
وقال صلى الله علبه وسلم : ( وَصُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنَّ الحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَذَلِكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ)
.
وقال النبي ل عائشة عن صيام يوم شيديد الحر
(إن لك من الأجر قدر نصبك ونفقتك)

.
وغيرها من الأحاديث..
كل دا ولسة ما اخدتش قرار تصوم؟!!
.
جرب هتقدر إن شاء الله .. أجر الصيام ما يتعوضش
.
جرب تجمع صيام بكرة الخميس ونص الشهر ويوم من الستة أيام من شوال 🤍

.
#كملها_صح

لا يصلي الصلوات المكتوبة، وإن صلّاها يصليها في بيته، لا يصلي النوافل، ليس له نصيب من قيام الليل

‏لا يصلي الضحى، لا يهتم بالأذكار
مصحفه يعلوه الغبار، لا نصيب له من الصدقات

‏لا طاعة له في السر، لا يحدِّث نفسه بالتوبة

‏ثم يتحدث عن ضيق صدره وكآبته وعدم توكله على الله .. ويشتكي من العين والحسد وتعطّل أحواله وعدم تيسير أموره ..

‏أصلح حالك مع ربك حتى يصلح حالك في دنياك

| محمد جاد |

الحمد لله .. وبعد،
تنبيه!
أيام قلائل ويرحل شهر شوال، وهو الشهر الأول بعد رمضان، ثم تتبعه الشهور رحيلًا حتى يدخل رمضان جديد في غمضة عين.

إن لم يكن له ختمة على الأقل قبل ختام الشهر؛ فأنت غالبًا في حاجة إلى وقفة عاجلة تتدارك فيها نفسك قبل انفراط عقد الشهور على هذه الحال ثم تأتي تشتكي قسوة قلبك رمضان القادم.

فيا من هجرت المصحف بعد رمضان:
أنسيت آيات تلوتها وعهود قطعتها منذ شهر قريب وعزمًا عزمته على ملازمة كتاب الله.
عد الآن لمصحفك قبل تراكم ليالي الهجر على قلبك؛ كلما مرت ليلة ازددت بعدًا.

- احمد سيف

العاقل لاينشغل بالأحداث التي لاتؤثر فيه ولايؤثر فيها، لأن الاعمار لاتتسع لعناوين الأخبار فضلاً عن تفاصيلها.

الشيخ عبد العزيز الطريفي فرج الله عنه.

الحمد لله .. وبعد،

كنت اليوم أراجع سورة "طه" بشيء من انشغال الذهن، فلما بلغت قوله تعالى: [ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي ۖ وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ ] وقع في نفسي شيء من الخوف والألم النفسي وروعني - على ما بي من قسوة - قوله جل شأنه ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى.
فجعل الله الطغيان في النعم والكفران بها والاستعانة بها على معصيته سببًا لوقوع غضبه الذي فيه شقاء العبد وتعاسته الأبدية.
ومن يطيق منا وعيد الله بإنفاذ غضبه!

ثم كانت الآية التي تليها: [ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ ]
وكأني والله ألحظ هذا التتابع لأول مرة في حياتي، فخامرني شعور ما أن الله الرحيم يسكن من روع عباده وفزعهم، وكأنه يمسح بيمينه على قلوب ترتجف إثر قراءة حروف الغضب ليتودد إليهم ويبعث إليهم رسالات الأمان بإظهار مغفرته المقرونة بلام التوكيد بعد آية الوعيد مباشرة رحمة بعباده؛ فذكر الغضب مجردًا، والمغفرة صفة من صفات الله تأكيدًا وتوكيدًا.

حاولت أن أبحث على هذا المعنى في كتب التفاسير فكان من بديع ما وقفت عليه كلمتين:
الأولى لأبي حيان فقال: لما حذر الله من حلول غضبه؛ فتح باب الرجاء للتائبين.

والحرف الثاني لابن عاشور فقال: استطراد بعد التحذير من الطغيان بالإرشاد إلى ما يتدارك به الطغيان إن وقع بالتوبة والعمل الصالح.

وهذا والله والقرآن به من عجائب رحمة الله بعباده ما لا تكاد تحيط به العقول، فكثر خير الله ربنا الرحيم التواب، والله يعفو عنا.