TG Telegram Group Link
Channel: العماد
Back to Bottom
فصل في الدعاء.pdf
1.2 MB
هذا فصل مأخوذ من كتاب ابن القيم: (الداء والدواء).
يذكر الشيخ رحمه الله في هذا الفصل صفة الدعاء المستجاب، ويقول في هذا الدعاء: (فإن هذا الدعاء لا يكاد يرد أبدا..).
العماد
إن في صدري التياعا... #الشهداء
..
فليت عينَ التي آب النهارُ بها..
فداءُ عينِ التي زالت ولم تَؤُبِ

#الشهداء
مشهد عروج الأرواح الطيبة في الشهر الفاضل مشهد مهيب.. يقف المرء أمامه موقف الإجلال لتلك الأنفس العلوية في فهمها ومراداتها، فكانت النهاية على وزن العمل جلالا ومآلا، كذلك نحسبهم ولا نزكيهم على الله.

الشهادة في سبيل الله إذا كانت ثمرة الحياة لله، فهي كذلك ثمرة الفهم لحقائق الدين ومعاني الإيمان، وغاية الإصابة لمقاصد الشريعة ومراضي الرب.

هؤلاء الشباب الذين كانوا إلى زمن قريب فتيانا يفعة لم تشبّ وجوههم، فكان المرء يرى فيها نضرة الحياة وطلعة المستقبل.. حتى ليذكرهم المرء وما في وجه أحدهم شعرة، فيعجب لتلك المراقي التي ارتقوها، والمعالي التي سموا إليها.. بينما يكون غيرهم في مصاف المتفرجين على مواكب النور العارجة تلك.

يذكرني هؤلاء الشهداء بوصف النبي ﷺ لفقراء المهاجرين، الذين هم أول من يدخل الجنة، الذين تسد بهم الثغور، وتتقى بهم المكاره.
أولئك كما قال النبي ﷺ يموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء.

كم أدركتُ هؤلاء الكبار وهم في نظر الكثيرين أغمار لا يؤبه لهم، بل ربما كانوا عند البعض أرقاما تذهب ويأتي غيرها.. كم شعرت بما في حزازات صدورهم من احتياج لقليل من متاع أو حاجة، وما أكثر ما كانت تنقلب الأحوال على غير مرادهم.. مع سهولة قضاء تلك الحاجات عند أربابها وأهل قضائها.

هؤلاء الشهداء.. تعيد سيرتهم تصحيح المفاهيم وتوزين القضايا في ميزان صحيح، وهم يقررون بوضوح حقيقة الدنيا والأخرى في الميزان الشرعي..

لقد أكدوا بصورة واضحة أن الفهم الحقيقي لحقيقة العبودية هو تدبير شأن الآخرة، فبقدر ما كان كثير من "المجاهدين السابقين" يدبرون أمور دنياهم.. كان أولئك سعاة لعمارة آخرتهم حيث المرجع والمصير والقرار..
وأي عمارة أعظم من أن تكون الخاتمة شهادة في سبيل الله؟

لقد انقلبت كثير من الموازين حتى ضل كثير من أصحاب القضية الطريق، أو عظمت عليهم التكاليف فآثروا الراحة، فكان من بركة الشهداء دلالة الطريق بالدماء والأشلاء، حين كان كثيرون يطلبونه بالدعاوى والأماني.

الشهيد رجل تضج روحه الحية بالحياة الحقيقية التي عاين فيها اليقين وأدركه، في حين أن الحي تغور نفسه الميتة في دركات الأمنيات وطول الأمل.. فلم يكن عجيبا ألا يصلى على الشهيد، وهل يصلى على الحي؟!

لا يتصور المرء أنه يقوم بحق رثاء السابقين الذين هم فيما نحسب ولا نزكيهم على الله قد نزلوا منازل الأبرار.. ولو طالت الصحبة، وعظم الفقد وعز الفراق..
بل هو أحق إلى أن يرثي نفسه إلى نفسه، لما قنع من العمل بالكتابة ومن الفعل بالرثاء! ويرجع من دماء الشهداء الزكية بأوبة وهداية ترشده إلى ذات الطريق..

شهداؤنا الأبرار.. ليسوا رقما يشطب من السجلات، ولا مرثية أدبية تمضي عليها الأيام فتنسى، بل هم أبضاع تنتزع من الأفئدة، وأضلاع تهشم في الصدور.. ومع حرارة الموت وجلال النهاية؛ يتلمس المرء رضا ربه وحكمته فيما يقضيه، ويسأله خلف خير، وعاقبة محمودة، ورضا لايلحقه سخط.

فليت عينَ التي آب النهارُ بها
فداءُ عينِ التي زالت ولم تَؤُبِ..


اللهم تقبل عبادك وارض عنهم.

#الشهداء
#جبل_الزاوية
عن العشر الأواخر وليلة القدر
العماد
مشهد عروج الأرواح الطيبة في الشهر الفاضل مشهد مهيب.. يقف المرء أمامه موقف الإجلال لتلك الأنفس العلوية في فهمها ومراداتها، فكانت النهاية على وزن العمل جلالا ومآلا، كذلك نحسبهم ولا نزكيهم على الله. الشهادة في سبيل الله إذا كانت ثمرة الحياة لله، فهي كذلك ثمرة…
الثأر من الكفار مشروع، وهو سنة نبوية فقد غزا النبي ﷺ بني لحيان ثأرًا لأصحاب الرجيع خبيب بن عدي وأصحابه رضي الله عنهم.
وجهز جيش أسامة ليغزو به الروم حيث قتل والده زيد بن حارثة رضي الله عنهم أجمعين.

وقال تعالى: (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم).

#إغارة
Forwarded from قطوف
‏إلى النُّزاع؛ المتناثرون في بلاد الله الواسعة الذين تركوا رغيد الحياة موقعين عقداً آجلاً في صفقة هي الأربح والأنجح والأفلح. إلى الطاوين في زوايا الزنازين المعتمة، الشاحبة وجوههم، الضامرة بطونهم. إلى المجندلين؛ الغاسلون بدمائهم ذروة السنام، الرافعون مع أرواحهم غطاء الغفلة...

‏إليكم أنتم، لا ينازعنكم إياها عندي أحد.
إلى الذين تلفت أرواحهم في ذات الله؛ تاركين غايات النفوس، إلى مراضي القدوس.

إلى الذين أحيوا أمتهم؛ بأثر بقايا أجسادهم التي سكنت بطون السباع وحواصل الطير.

إلى الذين حبسوا حياتهم؛ لقصد الآخرة، فوقفوا رقابهم لربهم، وسبّلوا أجسادَهم لأمتهم، فبالغوا في هجر حاجاتهم لحاجاتها، وتركوا رغباتهم لتعيش أمتهم؛ فعاشت بموتهم، كما عاشت بحياتهم.

إلى أهل الآخرة؛ الذين أقبلوا على الآخرة إقبال أهل الدنيا على الدنيا، فتعرضوا للموت وأحبوا الشهادة، كما أحب بعض "المجاهدين السابقين" ما حصلوه من الدنيا، فظن هؤلاء أن بقاءهم أحياء خير لهم من موتهم شهداء؛ فهم إلى شقاء الحياة، أقرب منهم إلى هناء الموت.


إلى القلب الذي أمضّه الفقد، وأوجعته قروح البين، فهو يتقلب بين حرارة الذكرى ومرارة الغياب، حتى جرى الدمع سحاحا، فملأ المحاجر والمفارق.
قد ألف أخبار الموت، واعتاد استذكار الأوجاع: إلى والدة الشهيد.

إلى الأشباح؛ المكبلين في زنازين الظلم، الذين هم أصل قضيتنا، ومبتدأ جهادنا، وذريعة حصولنا على مرضاة ربنا.

إلى أنموذج العز، وعنوان الكرامة؛ في غزة، المتتابعين على طريق الفوز، المتسابقين إلى الجنة، الذين أعادوا إلينا مجدا مسلوبا، وشرفا غائبا، وكرامة نهشتها الكلاب العوادي.

إلى هؤلاء؛ وإلى كل من اكتسب شرف العلاقة معهم بأي سبب كان.

تقبل الله منا ومنكم.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
إذا فقه المجاهد في سبيل الله مقصد الجهاد، وأن من أعظم مقاصده حقن دماء المسلمين وحفظ أعراضهم وأموالهم، وسفك دماء الكفار المحاربين؛ حماه ذلك من وقوعه في مزالق وورطات كبرى..
هذه المزالق قد يتأول لنفسه فيها ويرى أنها بذلك محسن، وينسى أنه ما حمل السلاح أصلا إلا لكف العدو عن إخوانه، فمن الدين المتين والعقل الراجح ألا يكون المجاهد نفسه هو العدو قاطع الطريق، نسأل الله العافية.

جاء عند البيهقي وغيره -وأصل الحديث في البخاري- أن أبا برزة رضي الله عنه قال -لما اقتتل الناس على المُلك-: «لا أرى خير الناس اليوم إلا عصابة خماص البطون من أموال الناس، خفاف الظهور من دمائهم».
لعلها أهم سلسلة في سياق تهيئة المصلحين وتربيتهم لأنفسهم ولغيرهم.
وقد أحسن الشيخ حفظه الله بأن جعل من أهم أهداف هذه السلسلة بيان التربية النبوية لخير القرون وهم قرن الصحابة رضي الله عنهم.

أنصح كل مربي وشاب حريص على نصرة دينه أن تكون هذه السلسلة من أهم محاور اهتماماته القادمة.


https://youtube.com/watch?v=73qd45WDO7Y&si=rXc7bT4hVsGRs4k2
مقتطف من رسالة أرسلها الشيخ أسامة إلى الشيخ عطية رحمهما الله.
جلست بقربه أهنئه بالعيد وآخذ ما مضى من أخباره، فقال لي: أود زيارة أهالي الشهداء الذين استشهدوا قبل أيام، ولو استطعت زيارتهم في العزاء لفعلت.

أشجاني هذا الوفاء، وأثار مكامن الحزن في نفسي على نفسي وعلى غيري على التقاصر دون هذه الرتب العليا.

ثم قال: لم يقطعني هؤلاء الشباب -الشهداء- منذ العام الماضي حين استشهد ابني، وقد زاروني قبل أيام قليلة من استشهادهم!

وهنا.. رأيت أن المقام مقام كبار، وحزنت مرة أخرى على تخلفنا بعيدا دون المقامات العالية.. تلك التي يجعلها الله تعالى للموفقين من خلقه.

هؤلاء #الشهداء لم يدرسوا هذا الوفاء في المدارس، ولم يقرؤوه في الكتب، لكنهم كانوا أصوب بصيرة وأصح نظرا من الدارسين والقارئين والمنظّرين..

ماذا كانت حصيلتنا نحن أهل الدراسة والفهم -كما نزعم- من الأخذ بهذه الخصال العالية؟
لاشك أن كثيرا منا يرى أولئك أرقاما ذهبت كما أتت، ولئن لم يكن هذا لسان المقال فهو لسان الحال.

هؤلاء الشهداء قد اقتبسوا آثار النبوة في الوفاء، وأخذوا بالهدايات التي ظهرت فيها صور الوفاء من لدن سيد المرسلين محمد ﷺ.

ومع علمي  أنهم لم يقرؤوا شيئا في هذا الأمر ولم يسمعوا بآثاره النبوية، لكنه الفهم الفطري الصحيح، الذي يضع كل شيء موضعه، وهو من ثمرات التوفيق الرباني.

انظر معي إلى هذا الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن أنس أن النبي ﷺ لم يكن يدخل بيتا بالمدينة غير بيت أم سليم إلا على أزواجه، فقيل له، فقال: (إني أرحمها، قتل أخوها معي).

هذه إذن، أفهام مستقاة من مشكاة النبوة، وأفعال مقتبسة من تلك الآثار، وإن كان أصحابها أمّيون، لا يفكون الحروف ولا يحسنون رصفها كما نفعل!

لكن الحسرة على الأميين حقا، الذين اضطربت أفهامهم واختلت أولوياتهم، وإن كانوا في نظر الناس من أصحاب الفكر والرأي والنظر، فهم وإن تنعّموا ببركة من سالت دمائهم، وعاشوا في ظلال جماجم الراحلين، فقد أضاعوا حق الحي من الوفاء والصلة.
العماد
انظر معي ماذا فيه من الفوائد:
١-نزول الأمير إلى السوق وغشيانه لمجامع الناس، وعدم احتجابه عنهم.
٢-لين جانبه وخفض جناحه، حتى إن المرأة والصغير يكلمه ويناجيه، بدون خوف ولا رهبة.
٣-أن الإمام جُنّة يفزع إليه ولا يفزع منه.
٤-استشفاع الحي بما فعله غيره من أقرباءه من العمل الصالح.
٥-معرفة الأمير لرعيته وتمييزه لهم لاسيما أهل الخير والسبق فيهم.
٦-المسارعة إلى المواساة بما تيسر، خصوصا عند الطلب وظهور الحاجة.
٧-نسبة الفضل إلى الله تعالى، والإشارة إلى أن خير بيت المال سيصل إلى مستحقه دون أن يتعنى الفقير لأخذ حاجته.
٨-مباشرة الإمام لصرف المال في محله بيده، وهذا فقه عظيم وتزكية إيمانية راشدة قل من يعمل بها.
٩-الوفاء لذوي الشهداء، والإحسان لأهل الإحسان.
١٠-فهم عمر رضي الله عنه أن ما حصل في زمانه من الفيء كان ببركة جهاد المجاهدين، فرد الفضل لأهله وأصحابه.
١١-تربية الإمام لجلسائه على الأفهام الصحيحة وتصويب الأفهام المعوجة.
نصيحة إلى إخوتي خطباء الجوامع:
خطبة الجمعة سماها الله تعالى في كتابه ذكرا، فقال: "فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱلله"، واشترط لها العلماء شروطا وجعلوا لها أركانا.
فلذلك ينبغي على الخطيب أن يستحضر أن خطبة الجمعة هي ذكر لله تعالى، فيحرص على أداء حقها كما ينبغي.
وينبغي أن يجتهد الخطيب في التحضير لها، واحترام من سعى لهذا الذكر، وإفادة الحاضرين، وترك الكلام الإنشائي والاستطرادات التي لا فائدة منها.
ومن ذلك أن بعض العلماء ذكر أن الشعر في الخطبة محدث، وإذا كان الشعر بهذا الوصف وهو من الكلام الفصيح الموزون فغيره من الكلام الإنشائي الكثير الذي قد يقع فيه الزلل أولى.

ومما ينبه عليه كذلك ألا يطيل الخطيب خطبته بل السنة أن يقصرها ويطيل الصلاة.

وما أجمل ما ذكره ابن القيم في صفة خطب النبي ﷺ حيث قال: "وكان مدار خطبه على حمد الله، والثناء عليه بآلائه، وأوصاف كماله ومحامده، وتعليم قواعد الإسلام، وذكر الجنة والنار والمعاد، والأمر بتقوى الله، وتبيين موارد غضبه، ومواقع رضاه، فعلى هذا كان مدار خطبه".
وقال أيضا: "وكان يعلم أصحابه في خطبته قواعد الإسلام، وشرائعه، ويأمرهم وينهاهم في خطبته إذا عرض له أمر أو نهي".

وقد وقع بعض الخطباء في أخطاء وورطات لما غفلوا عن مقاصد خطبة الجمعة، وصار المنبر كأنه منبر إذاعي، فيذم فلان ويمدح فلان، ويثنى على الحزب الفلاني، وتذم الطائفة الفلانية.. ويقع في أثناء ذلك من الخطأ والزلل ما هو معلوم.

فعلى الخطيب أن يتعلم الهدي النبوي في خطبة الجمعة، والكتب في هذا كثيرة، ويجتهد في إعداد خطبته، فإن عجز عن ذلك فليستعن بما في النت من خطب جاهزة فهذا أقل الواجب.
HTML Embed Code:
2024/04/29 01:56:37
Back to Top