TG Telegram Group Link
Channel: قناة الولاية
Back to Bottom
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
شفاعةٌ خاصّة للزهراء عَلَيْهَا السَّلَامُ يومَ القيامة لِمَن ينصرُ وُلدَها الأطهار
:
❂ يقولُ إمامُنا السجّاد عليه السلام: (إذا كان يومُ القيامةِ نادى مُنادٍ: {يا عبادِ لا خوفٌ عليكم اليومَ ولا أنتم تحزنون} فإذا قالها لم يبقَ أحدٌ إلّا رفع رأسه، فإذا قال: {الذين آمنوا بآياتِنا وكانوا مُسلمين} لم يبقَ أحدٌ إلّا طأطأ رأسه إلّا المُسلمين المُحبّين -الذين سلّموا لعليٍّ وآل علي- ثمّ ينادي مُنادٍ: هذه فاطمةُ بنت محمّدٍ تمرُّ بكم هي ومَن معها إلى الجنّة، فطأطِؤا رُؤوسَكم، فلا يبقى أحدٌ إلّا طأطأ رأسَهُ حتّى تمُرَّ فاطمةُ ومَن معها إلى الجنّة. ثمّ يُرسلُ اللهُ إليها مَلَكاً فيقول: يا فاطمة سَلي حاجتكِ، فتقول: ياربّ حاجتي أن تغفرَ لمَن نصرَ ولدي) [تفسير فرات]

[توضيحات]
● للزهراء عَلَيْهَا السَّلَامُ شفاعةٌ عُظمى في ساحةِ المَحشر، فقد ورد في حديثِ العترةِ أنّها تشفعُ لشيعتِها ولشيعةِ وُلْدِها ومُحبّيها حتّى يتعلّقَ بأهدابِ مَرطِها الشريفِ أكثرُ مِن ألفِ فئامٍ وألفِ فئامٍ مِن الناس! ولكنّ إمامَنا السجّاد هنا يُحدّثنا عن شفاعةٍ خاصّةٍ للزهراء في يومِ القيامة لِمَن نصر وُلدها الأطهار في الدنيا، وقطعاً هذه الشفاعةُ أعلى رُتبةً مِن غيرِها، لأنّ نُصرةَ وُلدِ فاطمة تدخلُ تحت عنوان: «خير العمل» وخيرُ العملِ في ثقافةِ العترةِ هو بِرُّ فاطمةَ ووُلْدِها كما يقولُ باقرُ العلوم

● وجاء عن إمامِنا الكاظم أيضاً أنّ خيرَ العملِ هو: الولاية، والمعنى واحد، فالولايةُ هي عنوانٌ لعلاقتِنا بأهلِ البيت، وهذه العلاقةُ تتجلّى على أرضِ الواقع ببِرِّ فاطمةَ وآلِ فاطمة والنُصرةُ لوُلْدِ فاطمة هي لونٌ مِن ألوانِ البِرِّ بفاطمةَ ووُلدها فالحديثُ عن بِرِّ فاطمة ووُلدِها ليس المُراد منه البِرُّ بالمعنى الأخلاقي، ولا البرّ بالمعنى الاجتماعي (كبِرِّ الآباء والأمّهات وبِرِّ الأرحام) وإنّما الحديثُ عن عملٍ يُمثّلُ أساسَ عقيدتِنا، فإنّ بِرَّ الزهراء وآلِها الأطهار هو أساسُ عقيدتِنا وأساسُ دينِنا، لأنّ الإمامَ المعصوم في ثقافةِ العِترة هو الوالدُ الحقيقيُّ لنا كما يقولُ إمامُنا الرضا في وصفِ الإمامِ المعصوم: (الإمامُ الأنيسُ الرفيق، والوالدُ الشفيق، والأخُ الشقيق، والأمُّ البَرّة بالولد الصغير)

● فهذه المعاني التي ذكرها إمامُنا الرضا معانٍ حقيقيّة، وعقيدتُنا تبتني على هذه المضامين،
ولذا فإنّ البِرَّ بالوالدينِ بالمعنى الحقيقي هو البِرُّ بأهلِ البيت، والعقوقُ بالمعنى الحقيقيّ هو العقوقُ لهم صلواتُ اللهِ عليهم وهذه المضامينُ واضحة في كلماتِ العترة وكما ذكرنا فإنّ النُصرةَ لفاطمةَ وآلِها الأطهار هي لونٌ مِن ألوان البِرّ بهم، فإنّ البِرَّ بفاطمة وآلها الأطهار يتجلّى في صُورٍ مُختلفة، منها ما جاء في عبائرِ زيارةِ الزهراء حين تقول: (وأنّ مَن سرّكِ فقد سرَّ رسولَ الله، ومَن جفاكِ فقد جفا رسولَ الله، ومَن آذاكِ فقد آذى رسولَ الله، ومَن وصلكِ فقد وصل رسولَ الله، ومَن قطعكِ فقد قطع رسولَ الله، لأنّكِ بضعةٌ منه، وروحُهُ التي بين جنبيه، أُشهِدُ الله ورُسُلَه وملائكتَه أنّي راضٍ عمّن رضيتِ عنه، ساخطٌ على مَن سخطتِ عليه، مُتبرّىء مِمّن تبرأتِ منه، موالٍ لمَن واليتِ، معادٍ لمَن عاديتِ، مبغضٌ لمن أبغضتِ، مُحبٌّ لمَن أحببتِ)

● هذه المضامين هي مِن صُورِ البِرّ بفاطمة، والبِرُّ بفاطمة هو البرُّ برسولِ الله، فالبرُّ بفاطمة وآلِها ليس برّاً بالمعنى النسَبي كما مرّ وإنّما البِرُّ بالمعنى الاعتقادي في أعلى مراتبِهِ، والنُصرةُ لولدِ فاطمة هي في هذه المراتبِ العالية، وهذه النُصرةُ على أنحاء: هناك نُصرةٌ قلبيّة، ونُصرةٌ لسانيّة، وهناك نُصرةٌ عمليّة بالقولِ وبالعمل كما يقولُ رسولُ الله في الحديثِ التالي، يقول: (في الجنّةِ ثلاثُ دَرَجات، وفي النار ثلاثُ دَرَكات، فأعلى دَرَجات الجنّة لمَن أحبّنا بقلبهِ ونصَرنا بلسانهِ ويده، وفي الدرجةِ الثانية مَن أحبّنا بقلبهِ ونَصَرنا بلسانهِ، وفي الدرجة الثالثة مَن أحبّنا بقلبه، وفي أسفل دركٍ مِن النار مَن أبغضنا بقلبِهِ وأعان علينا بلسانهِ ويده، وفي الدرَكِ الثانية مِن النار مَن أبغضنا بقلبهِ وأعان علينا بلسانه، وفي الدرَكِ الثالثةِ مِن النار من أبغضنا بقلبِه)[المحاسن]

● وأعلى درجات النُصرةِ لفاطمة وآلِ فاطمة هي النُصرةُ الفِكريّةُ العقائديّةُ بالقولِ والعمل، إنّها النُصرةُ التي تُدافعُ عن حريمِ فاطمة وتردُّ على الشُبهاتِ والإشكالاتِ التي تُثار حولَ منزلة الزهراء ومقاماتِها الغَيبيّة وحول ظُلامتِها وظُلامةِ وُلدِها الأطهار، وتُدافعُ عن فِكرِهم ومَنهجِهم وحديثِهم وثقافتِهم الأصيلة، إنّها النصرةُ التي يُبذَلُ فيها كلُّ شيءٍ (مادّياً كان أومعنوياً) لنصرةِ إمامِ زمانِنا وإحياء أمرهِ ونُصرةِ مشروعِهِ الأعظم فإنّ الصدّيقةَ الكبرى عُيونها إلى إمامِ زمانِنا ومِن هنا كانت للزهراء شفاعةٌ خاصّة يومَ القيامة لمَن ينصرُ وُلْدَها الأطهار

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
إمامُنا الجواد يُحدّثنا عن إمامِ زمانِنا عليه السلام وعن وجوب انتظاره
:
❂ يقولُ إمامُنا الجواد صلواتُ الله عليه: (إنّ القائم مِنّا هو المهديُّ الّذي يجبُ أن يُنتظَرَ في غيبتِه، ويُطاعَ في ظُهورِه، وهو الثالثُ مِن وُلْدي، والّذي بعث محمّداً بالنبوّةِ وخصّنا بالإمامة إنّه لو لم يبقَ مِن الدنيا إلّا يومٌ واحد لطوّل اللهُ ذلك اليوم حتّى يخرجَ فيه فيملأَ الأرضَ قِسْطاً وعَدْلاً كما مُلئت جوراً وظُلماً، وإنّ اللهَ تبارك وتعالى ليُصلحُ له أمرَهُ في ليلة كما أصلح أمرَ كليمهِ موسى، إذ ذهب ليقتبس لأهلِهِ ناراً فرجع وهو رسولٌ نبيّ، ثمّ قال: أفضلُ أعمالِ شيعتِنا انتظارُ الفرج) [كمال الدين]

[توضيحات]
✦ قولِهِ: (المهدي الّذي يجب أن يُنتظَر في غيبته) لاحظوا تعبير "يجب" الإمام هنا يُخبرنا أنّ الانتظارَ لإمامِ زمانِنا واجب، بل هو أوجبُ الواجباتِ في ديننا؛ لأنّه مُرتبطٌ بأصلِ الأصولِ وهو إمامُ زماننا، وتعبير (يجب) فيه دلالةٌ على أنّ الانتظارَ المطلوبَ مِنّا هو عمل، يعني أنّ الشيعيّ يجب عليه أن يعمل ويعمل في ساحةِ التمهيد لإمامِ زمانِهِ ليُترجمَ انتظارهُ بشكلٍ عملي، هذا هو الانتظارُ الذي يُريدهُ مِنّا أهلُ البيت، لا أنّ المُراد مِن الانتظار أن يقتلَ الإنسانُ الوقت هناك فارقٌ بين مَن ينتظر بمعنى أنّه يقتل الوقت، فيبقى مِن دونِ عمل ومِن دون فِكرٍ سليم ومعرفةٍ صحيحةٍ بإمامِ زمانِه، وإنّما يبقى فقط هكذا جالساً يضربُ أخماساً في أسداس ويُسمّي ذلك انتظاراً ربما يسمّي الناسُ قتْلَ الوقتِ هذا انتظاراً (بالمعنى العُرفي) ولكنّ الحديثَ عن انتظارِ الفرج ليس حديثاً عن الانتظارِ العُرفي، وإنّما الحديثُ عن انتظارِ أمرٍ عقائديٍّ بالغِ الأهميّة، حديثٌ عن مشروعِ عملٍ كبيرٍ جدّاً هذا هو الانتظار

✦ الانتظارُ لإمامِ زمانِنا: يعني سعيٌ في طلبِ معرفة إمامِ زماننا مِن المصادرِ الأصيلةِ للمعرفة السليمة (وهي القرآنُ المُفسَّرُ بحديثِ العترة، ومِن حديثِ العترةِ المُفهَّمِ بقواعدِ التفهيمِ التي ذكرها أهل البيت) وبعد تحصيلِ المعرفة السليمة تأتي الخدمةُ القويمةُ بنشرِ هذه المعرفة والعقيدة السليمة بين المؤمنين، وتعبير "الخدمة القويمة" مِن الاستقامة، يعني أن تكونَ الخدمةُ لإمامِ زمانِنا زاكيةً صادقةً يستحضرُ فيها الشيعيُّ رقابةَ إمامِ زمانِهِ لتكونَ خدمتُهُ لإمامِهِ قويمةً فعلاً ونقيّةَ النوايا والأهداف

وبعبارة مُختصرة:
الانتظارُ يعني: هو التمهيدُ لإمامِ زمانِنا، وهذا هو معنى الإكثارُ مِن الدعاءِ بتعجيلِ الفرج فالدعاءُ بتعجيل الفرج ليس المراد منه أن نقرأ أدعيةَ الفرجِ ليلاً ونهاراً، قراءةُ أدعيةِ الفرجِ أمرٌ مهمٌّ قطعاً ولكنّ المراد مِن الدعاءِ بتعجيلِ الفرج يعني الإكثارُ مِن العملِ الذي مِن شأنِهِ أن يكونَ سبباً في تسريعِ الفرجِ وتعجيلِه، لأنّ الدعاء اللفظي من دون عمل هو كالقوسِ بلا وتر في ثقافة العترة، فالقوسُ بلا وتر لن يُصيبَ هدفه لأنّه لن ينطلقَ أساساً، كذلك قراءةُ أدعيةِ الفرجِ إذا لم تقترن بالعملِ والتمهيد لإمامِ زمانِنا فلن تتحقّقَ ثمرةُ الدعاء، وليس المراد مِن الثمرةِ هنا: الأجر والثواب، الأجرُ والثوابُ موجودٌ قطعاً، فربُّنا أكرمُ الأكرمين، وخزائنُ عطايا إمامِ زمانِنا لا تنقصُ بل تفيض، وإنّما المراد مِن عدم تحقّقِ ثمرةِ الدعاء: أيّ أنّ دعاءنا الّلفظي مِن دون أن يقترن بالتمهيدِ لإمامِ زمانِنا لن يكون سبباً في تسريعِ الفرج وتقريبِ ميعادِهِ

فالانتظارُ يتحقّق بالمعرفةِ السليمة والخدمةِ القويمة وتوطينِ النفس على العملِ والاستعدادِ للتضحية وبذل الغالي والنفيس لأجلِ هذا الذي ننتظره، كما نُخاطِبُ إمامَ زمانِنا في زيارته:(فلو تطاولت الدهورُ وتمادت الأعمارُ لم أزددْ فيك إلّا يقيناً ولك إلّا حُبّاً وعليك إلّا توكُّلاً واعتماداً ولظُهورك إلّا توقُّعاً وانتظاراً ولجهادي بين يديك إلا ترقُّباً، فأبذلُ نفسي ومالي وولدي وأهلي وجميع ما خوّلني ربّي بين يديك والتصرّف بين أمرك ونهيك)

هذا المقطع مِن الزيارة لا يتحدّثُ عن زمنِ الظهور، وإنّما يتحدّثُ عن زمنِ الغَيبة، يعني أنّ هذا البذلَ للغالي والنفيس لنصرةِ الإمامِ وإحياءِ أمرِهِ يكونُ في زمانِ غيبةِ الإمامِ وليس في حضوره، هذا هو الانتظارُ الحقيقيّ للإمام وهو تكليفٌ واجبٌ في أعناقنا وليس مُستحب

✦ أمّا المقطعُ الذي يتحدّثُ عن زمنِ الحضورِ فهو هذا: (مولاي فإن أدركتُ أيامك الزاهرة وأعلامك الباهرة فها أنا ذا عبدُك المُتصرّفُ بين أمرك ونهيك أرجو به الشهادةَ بين يديك والفوز لديك)

✦ وأمّا المقطعُ الذي بعده فيتحدّثُ عن زمانِ الرجعة حين نُخاطبُ إمامَ زمانِنا فنقول:(مولاي فإن أدركني الموتُ قبل ظُهورك فإنّي أتوسّلُ بك وبآبائك الطاهرين إلى اللهِ تعالى وأسألُهُ أن يصلّيَ على محمّدٍ وآلِ محمّد وأن يجعلَ لي كرّةً في ظهورك ورجعةً في أيّامك لأبلُغَ مِن طاعتك مُرادي)

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
أنَّ الجاهلَ بمعرفتِهِم ليس معذوراً يومَ القيامة..!
:
❂ يقولُ إمامُنا الصادق صلواتُ اللهِ عليه: (نحنُ الذين فرَضَ اللهُ طاعتَنا، لا يَسعُ الناس إلّا مَعرفتنا، ولا يُعذَرُ الناسُ بجهالتِنا، مَن عرفنا كان مُؤمناً، ومَن أنكرنا كان كافراً، ومَن لم يَعرفنا ولم يُنكرنا كان ضالّاً حتّى يرجع إلى الهُدى الذي افترض اللهُ عليه مِن طاعتِنا الواجبة، فإن يمُتْ على ضلالتِهِ يفعلُ اللهُ به ما يشاء) [الكافي الشريف: ج1]

[توضيحات]

✦ حِين يقولُ الإمام: (لا يَسعُ الناس إلّا مَعرفتَنا ولا يُعذَرُ الناسُ بجهالتِنا) يعني أنّ طَلَب معرفةِ أهلِ البيت أمرٌ واجبٌ على العبادِ جميعاً رجالاً ونساءً على حدٍّ سواء وليس أمراً مُستحبّاً فالجاهلُ بمعرفتِهِم صلواتُ الله عليهم غيرُ معذورٍ بنصِّ كلامِ الإمام حين يقول: (ولا يُعذَرُ الناسُ بجهالتِنا)

لِماذا لا يُعذَرُ الجاهلُ بهم؟
لأنّ الحُجّةَ البالغة تُقامُ عليه يومَ القيامة في موقفِ الحساب كما يقولُ إمامُنا الصادق حِين سُئل عن قولِهِ تعالى: {فللهِ الحُجّةُ البالغة} قال: (إنّ اللهَ تعالى يقولُ للعبد يومَ القيامة: عبدي أكُنتَ عالماً؟ فإن قال: نعم، قال لهُ: أفلا عمِلْتَ بما عَلِمتَ؟ وإن قال: كُنتُ جاهلاً، قال لهُ: أفلا تعلّمتَ حتّى تعمل؟ فيخصِمُهُ، فتلكَ الحُجّةُ البالغة) [آمالي الطوسي]

قطعاً هذا العنوان "الحُجّةُ البالغة" معناهُ الأوّل هو الإمامُ المعصوم وهذا واضحٌ في كلماتِهِم الشريفة صلواتُ اللهِ عليهم كما يقولُ إمامُنا الباقر حِين سألَهُ سدير الصيرفي: ما أنتم؟ فقال عليهِ السلام: (نحنُ خُزّانُ عِلْمِ اللهِ ونحنُ تراجمةُ وحي اللهِ ونحنُ الحُجّةُ البالغةُ على مَن دُونَ السماءِ ومَن فوق الأرض)

ولأنّ أهل البيت هُم المُتوّلونَ لِحسابِ الناس يومَ القيامة لذلك كانت هذهِ الأسئلة التي تُطرَحُ على العباد في موقفِ الحساب كانت حُجّةً بالغةً لأنّها صدرتْ مِن الحُججِ البالغات صدرتْ مِن ملوكِ القيامةِ وهم مُحمّدٌ وآلُ مُحمّدٍ صلواتُ اللهِ عليهم وما يصدرُ مِن الحُجّةِ البالغةِ المُطلقة فهو حُجّةٌ بالغةٌ أيضاً فالجهلُ مرفوضٌ في ثقافةِ أهل البيت صلواتُ اللهِ عليهم، والذي يُبرّرُ لِنفسِهِ في موقفِ الحسابِ بأنّهُ كان جاهلاً فعُذرهُ هذا غيرُ مقبول بل إنّ الجاهل بمعرفِةِ أهل البيت صلواتُ اللهِ عليهم هو في مَعرضِ نُزولِ الّلعنةِ عليه كما نقرأ في زيارةِ أبي الفضل العبّاس: (لَعَنَ اللهُ مَن قَتَلَكَ ولَعَنَ اللهُ مَن جَهِلَ حَقّك واسْتَخَفَّ بِحُرمَتِكَ)

هذه العبارة خطيرةٌ جدّاً ولكنّ أكثرَ الشيعةِ لا يستشعرون خُطورتها لأنّهم لا يقرؤون الزيارةَ بتدبّر فالّلعنةُ هُنا تنزلُ على مَن قَتَلَهَم صلواتُ الله عليهم سواء قَتَلَهم بالأيدي أو قَتَلَهم بالألسُن فالقتلُ لأهلِ البيت صلواتُ اللهِ عليهم تارةً يكونُ بالسيف وتارةً يكونُ قتلاً بالألسن كما نقرأ في زيارةِ العبّاس: (قَتَلَ اللهُ أمّةً قَتَلَتْكُم بالأيدي والألسُن) وكذلك تنزلُ الّلعنةُ على مَن جَهِلَ حقّهم واستخفَّ بِحُرمَتِهِم صلواتُ الله عليهم كما تقولُ الزيارةُ الشريفةُ لقمرِ بني هاشم: (ولَعَنَ اللهُ مَن جَهِلَ حَقّك واستَخَفَّ بِحُرمَتِكَ..)

قطعاً الزيارةُ هنا تُوجِّهُ خِطابَها وحديثَها لِقَتَلَةِ سيّد الشهداء، ولِقَتَلَةِ أبي الفضل العباس ولكنّ الجهل بحقِّ أبي الفضل وبِحقِّ أهلِ البيت صلواتُ اللهِ عليهم والاستخفاف بِحُرمَتِهِم لهُ مراتب ولهُ مظاهر فكما أنّ معرفةَ أهلِ البيتِ على مراتب، فكذلك الجهلُ بحقّهم على مراتب أيضاً فالجهلُ بحقّهم والاستخفافُ بِحُرمتهم قد يكونُ في وَسَطِ النواصب بحَسَبِهم، وقد يكونُ في وَسَطِ الشيعةِ أيضاً! ولِهذا نجدُ سيّدَ الأوصياء يشكو مِن جُهّالِ هذهِ الأمّة فيقول:(إِلى اللهِ أشكو مِن مَعشرٍ يعيشُون جُهّالاً ويَمُوتُون ضُلّالاً)

المُراد مِن الجُهّال: هم الّذين يُعانون بالدرجةِ الأُولى من الجهلِ المُركّب يعني يجهلون الحقائق ولا يعلمون بأنّهم جاهلون بها وكذلك الجُهّال هم الّذين يُعانون من الجهلِ ومن الجهالة وفارقٌ بين الإثنين

فالجهلُ: هو عدمُ العلم
أمّا الجهالةُ: فهي ضعفُ العقلِ وعدمُ الحكمة
فأميرُ المؤمنين يشكو مِن مجاميع في هذهِ الأُمّة يعيشون جُهّالاً ويموتون ضُلّالاً! الإمام يشكو مِنهم لأنّ معرفة أهلِ البيتِ هي الميزانُ الذي يُميّزُ ويُقيّمُ الناسُ على أساسِهِ، كما يقولُ إمامُنا الصادق: (من عرفنا كان مُؤمناً، ومن أنكرنا كان كافراً، ومن لم يَعرفنا ولم يُنكرنا كان ضالّاً حتّى يرجعَ إلى الهُدى الذي افترض اللهُ عليه مِن طاعتِنا الواجبة..)

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
أعظمِ الناسِ خسارةً وحسرة

❂ قيل للإمام الرضا عليه السلام: ألا نخبرك بالخاسر المُتخلّف؟ قال: من هو؟ قالوا: فُلانٌ باع دنانيرهُ بدراهم أخذها، فردَّ مالهُ مِن عشرةِ آلاف دينار إلى عشرة آلاف درهم! قال الإمام: بَدْرَةٌ -أي عشرة آلاف درهم- باعها بألفِ درهمٍ زيف ألم يكن أعظمَ تخلّفاً وحسرة؟! قالوا: بلى قال: ألا أُنبئكم بأعظم مِن هذا تَخلّفاً وحسرة؟ قالوا: بلى قال: أرأيتم لو كان لهُ ألفُ جبلٍ مِن ذهب باعها بألفِ حبّةٍ مِن زيف، ألم يكن أعظم تخلّفاً وأعظمَ مِن هذا حسرة؟ قالوا: بلى قال: أفلا أُنبئكم بمَن هو أشدُّ مِن هذا تَخلّفاً وأعظم مِن هذا حسرة؟ قالوا: بلى، قال الإمام: مَن آثرَ في البرّ والمعروف قرابةَ أبوي نسبهِ على قرابة أبوي دينه مُحمّدٍ وعليّ، لأنّ فضل قراباتِ مُحمّدٍ وعليٍّ أبوي دينهِ على قراباتِ أبوي نسبهِ أفضلُ مِن فضل ألفِ جبلٍ مِن ذهب على ألفِ حبّة زيف [تفسير الإمام العسكري]

[توضيحات]
الإمام يُشير هنا إلى اضطراب قائمةِ الأولويّات عند الشيعي، بحيث يُقدّم أبوي نَسَبهِ على أبوي دينهِ "مُحمّدٍ وعليّ"
وبعبارة أُخرى:
يُقدّم عائلته وقرابته على والده الحقيقي وهو إمامُ زمانه! هذا الأمر يكشف عن خلل عقائدي وسوء في العلاقة مع أهل البيت واضراب في الأولويّات في ثقافة الكتاب والعِترة نحنُ مأمورين بتريتب قائمة الأولوليّات في حياتنا كما يقول تعالى في كتابه: {يا أيّها الذين آمنوا لا تُلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذِكر الله ومَن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون} الآية هنا حين أشارت إلى الأموالِ والأولاد هي لا تُريد أن تحصر المعاني في هذين العُنوانين، وإنّما ذكرت الأموال والأولاد لأنّها تمثّل العناوين الأولى عند الناس وإلّا فإنّ الآية في جوهر معناها تُريد أن تقول: يا أيُّها الذين آمنوا لا يُلهكم شيءٌ عن ذِكر الله وبعبارةٍ أخرى: لا يُلهكم شيءٌ عن مُحمّدٍ وآل مُحمّد لأنّ عنوان (ذِكر الله) له مراتب كثيرة، وأعلى مراتبه هو "الذِكرُ الأكبر" وهو ذكر مُحمّدٌ وآلُ محمّدٍ كما يقول إمامُنا الباقر في قوله تعالى: {ولَذِكرُ الله أكبر} قال: نحنُ ذِكرُ الله ونحنُ أكبر) فأعلى مراتب الذِكر الإلهي هو ذِكرهم صلوات الله عليهم، فهم ذِكرُ الله الأكبر فمَن ذَكَرهم ذَكَر الله

علماً أنّ المُراد مِن ذِكرهم ليس هو الذكر الّلفظي فقط قطعاً الألفاظ والزيارات والمناجيات كُلُّ هذه الصِيَغ الّلفظيّة وهذه الطُقوس داخلةٌ في سِياق الذِكر ولكنّ المعنى الحقيقي للذكر هو الارتباط القلبي والعقلي والارتباطُ العقائدي الذي يُحرّكُ الإنسان باتّجاهههم صلوات الله عليهم وبعبارة أدق: ذِكرُ الله الأكبر هو الارتباط القلبي والعقلي والارتباطُ العقائدي الذي يُحرّكنا باتّجاه إمام زماننا فهو الوالد الحقيقي في زماننا هذا ولذا لابُدّ أن يكون إمامُ زماننا هو العنوان الأوّل والذِكر الأكبر المُقدّم على كُلّ شيء في حياتنا لأنّ نفس الآية قالت في خاتمتها وهي تتحدّث عن الذين لم يجعلوا الأولويّة في حياتهم لأهل البيت قالت عنهم: {ومَن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون} فالآية تحدّثت عن خاسرين وهم الذين تشغلهم شواغل الحياة عن أهل البيت والإمام الرضا في حديثه في أوّل الموضوع يتحدّثُ عن أعظم الناس خسارة وهو الذي يُقدّم في البرّ والمعروف قرابة أبوي نسبهِ على قرابةِ أبوي دينه فالمضامين واحدة والخسارةُ واحدة كما ترون فالشيعي الحقيقي لابُدّ أن يكون أهل البيت هم العنوان الأهمّ في حياته ولا يُقدّم أيّ شيءٍ عليهم

أساساً الذي يُقدّم أيّ عنوانٍ آخر مِن عناوين الدنيا على أهل البيت فهو فاسقٌ بنظر الله، كما يقول القرآن: {قُل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانُكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموالٌ اقترفتُمُوها وتجارةٌ تخشون كسادها ومساكنُ ترضونها أحبَّ إليكم مِن اللهِ ورسوله وجهادٍ في سبيلهِ فتربّصوا حتّى يأتي اللهُ بأمرهِ والله لا يهدي القوم الفاسقين} الآية أشارت إلى أبرز العناوين التي يمكن أن تشغل الإنسان في دنياه فالآية تقول أنّ الذي يُقدّم أيّ عنوانٍ مِن عناوين الدنيا على أهل البيت فهو فاسقٌ بنظر الله، لأنّ ذيل الآية يقول: {والله لا يهدي القوم الفاسقين} فهذا حُكمٌ بالتفسيق مِن الله وهذا المعنى هو نفس المضمون الذي جاء في قول رسول الله: (لا يُؤمنُ عبدٌ حتّى أكون أحبَّ إليه مِن نفسهِ ويكون عترتي أحبَّ إليهِ مِن عترتهِ ويكون أهلي أحبَّ إليه مِن أهله وتكون ذاتي أحبَّ إليهِ مِن ذاته) [بحار الأنوار: ج١٧]

يعني لابُدّ أن يكون أهل البيت هم العنوان الأهم في حياتنا ولابُدّ أن تكون المحبّةُ الأشدّ في قلوبنا مصروفةٌ لهم وليس لأيّ شيءٍ آخر فالذي لا يكونُ شديد الحُبّ لأهل البيت ولا يكون أهل البيت هم العنوان الأهمّ في حياتهِ، فهو ليس بشيعي أصلاً وإنّما هو فاسقٌ بِحُكم الله تعالى، فلنتأمّل!

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
وقفة عند الدعاءِ الذي يدعو به شيعةُ عليٍّ في الدنيا والآخرة.. والذي يُعرِّفنا بعَظَمةِ مقامِ أهلِ البيتِ في عَرَصاتِ القيامة!
:
❂ يقولُ إمامُنا الصادقُ صلواتُ اللهِ عليه في معنى قولِهِ تعالى: {الحمدُ للهِ الّذي هدانا لهذا وما كُنّا لنهتديَ لولا أن هدانا اللّٰه} قال: (إذا كان يومُ القيامةِ دُعِي بالنبيِّ وبأميرِ المؤمنينَ والأئمةِ مِن وُلْده، فيُنصَبونَ للناس، فإذا رأتهُم شيعتُهُم قالوا: {الحمدُ للهِ الذي هدانا لهذا وما كُنّا لنهتديَ لولا أن هدانا اللّٰه} يعني: هدانا اللهُ في ولايةِ أميرِ المؤمنينَ والأئمةِ مِن وُلْده) [الكافي: ج1]

[توضيحات]
هذا المشهدُ المَهيبُ الذي تحدّثَ عنه الإمامُ هو الذي تحدّثت عنه الزيارةُ الجامعةُ الكبيرةُ وهي تحدِّثنا عن المقامِ الرفيعِ جدّاً لمحمّدٍ وآلِ محمّدٍ في مواقفِ القيامة، حين تجتمعُ الخلائقُ كُلّها في ساحةِ المَحشر، فيأتي محمّدٌ وآلُ محمّد فيُنصَبُ لهم المقامُ المحمود، تقولُ الزيارةُ في وصفِ هذا المشهد العظيم: (حتّى لا يبقى مَلَكٌ مُقرّب، ولا نبيٌّ مُرسل، ولا صِدّيقٌ ولا شهيد، ولا عالمٌ ولا جاهل ولا دنيٌّ ولا فاضل، ولا مُؤمنٌ صالح، ولا فاجرٌ طالح، ولا جبّارٌ عنيد، ولا شيطانٌ مَرِيد، ولا خَلْقٌ فيما بين ذلك شهيدٌ إلّا عَرّفهُم جلالةَ أمرِكُم وعِظَمَ خَطَرِكُم وكِبَرَ شَأنِكُم وتمامَ نُورِكُم وصِدْقَ مقاعِدِكُم وثباتَ مقامِكم، وشَرَفَ مَحَلّكُم، ومَنزلتِكُم عنده، وكرامتِكُم عليه، وخاصّتِكُم لديه، وقُربَ منزِلتكُم منه)

في ذلك اليومِ المَهول، حين يفِرُّ المرءُ مِن أُمّهِ وأبيه، وحين لا يجدُ ملاذاً يلوذُ به ويلجأُ إليه في ذلك الوقتِ تتبيّنُ هذه المعاني وتتّضحُ منزلةُ أهلِ البيتِ صلواتُ اللهِ عليهم في ذلك الظرفِ العصيبِ حين لا يجدُ الإنسانُ نصيراً ولا حاميّاً ولا شفيعاً ولا مُدافعاً، والناسُ حيارى لا يعرفونَ إلى أين يلتجئونَ وإلى أي جهةٍ يتّجهون! هناك يُنصَبُ المقامُ المحمودُ لمحمّدٍ وآلِ محمّد، فيلوذُ شيعةُ عليٍّ بأهلِ البيتِ حين يرونَ منزلتَهم العُظمى وعُلوَّ مقامِهم الأسمى، ويرونَ أئمةَ غيرِهم يُجَرُّونَ بالسلاسل! فيلتجىءُ شيعةُ عليٍّ لأهلِ البيتِ ويقولون: {الحمدُ للهِ الذي هدانا لهذا وما كُنّا لنهتديَ لولا أن هدانا اللّٰه}

وحين يدخلونَ إلى الجنانِ يقولونَ أيضاً هذا الكلام،.كما في الآية 43 مِن سُورةِ الأعراف:{ونَزَعنا ما في صُدُورِهم مِن غلٍّ تجري مِن تحتِهم الأنهارُ وقالوا الحمدُ للهِ الّذي هدانا لهذا وما كُنّا لِنهتديَ لولا أن هدانا الله لقد جاءت رُسُلُ ربّنا بالحقِّ ونُودوا أن تِلكُمُ الجنّةُ أُورثتُمُوها بما كُنتُم تعملون}

• قوله: {أُورثتُمُوها بما كُنتُم تعملون} أي أُورثتُم الجنّةَ بولايةِ عليٍّ وآلِ عليّ، والذي يُناديهم بهذا النداء هو عليٌّ صلواتُ اللهِ عليه فهو الذي يُدخِلُهم إلى الجنان، وهو الذي يُزوِّجُهم، وهو الذي يُغلقُ أبوابَ الجنانِ ويُنادي في أهلِ الجنان: يا أهلَ الجنانِ خلودٌ خلود

لفتة أخيرة:
هذا الدعاءُ الذي يدعو بهِ أشياعُ عليٍّ وآلِ عليٍّ في يومِ القيامة: {الحمدُ للهِ الذي هدانا لهذا وما كُنّا لنهتديَ لولا أن هدانا اللّٰه} هذا الدعاءُ نحنُ ندعو به في الدنيا أيضاً، ندعو به في دعاءِ الافتتاحِ المرويِّ عن إمامِ زمانِنا، والذي تُستحَبُّ قراءتُهُ يوميّاً في شهرِ رمضان بعد الافطار، فنحنُ نقرأ في هذا الدعاءِ هذه العبارات: (الحمدُ للهِ الّذي مِن خشيتِهِ تَرعُدُ السماءُ وسُكّانُها وترجفُ الأرضُ وعُمّارُها وتموجُ البحارُ ومَن يَسبحُ في غمَرَاتِها، الحمدُ للهِ الّذي هدانا لهذا وما كُنّا لنهتديَ لولا أن هدانا الله) فنحنُ هنا في الدنيا أيضاً نقول: (الحمدُ للهِ الَّذي هدانا لهذا) هدانا لصيامِ شهرِهِ المُعظّم، وهدانا لولاءِ محمّدٍ وآلِ محمّد، وهدانا أن نكونَ مِمّن يعتقدونَ بإمامةِ الحُجّةِ ابن الحسن، وهدانا أن نَجِدَ قُلوباً بين جوانحِنا تحمِلُ في طيّاتِها حُبّ فاطمة، وهدانا إلى أن نتبرّأ مِن أعداءِ فاطمةَ ومِن قاتلي فاطمة، وهدانا وهدانا وهدانا فأيُّ نعمةٍ نتذكّرُ وأيُّ نعمةٍ نشكُرُ، ونِعَمُ ربِّنا ونِعَمُ إمامِ زمانِنا ووليٍّ نعمتِنا فاشيةٌ فينا لا تُعَدُّ ولا تُحصى كما نقرأُ في دعاءِ وداعِ شهرِ رمضان في الصحيفةِ السجّاديّة: (ولو دلَّ مخلوقٌ مخلوقاً مِن نفسِهِ على مِثلِ الذي دللتَ عليه عبادك مِنك، كان موصوفاً بالإحسان، ومنعوتاً بالامتنان، ومحموداً بكُلِّ لسان، فلك الحمدُ ما وُجِدَ في حمدكَ مَذهب، وما بقِيَ للحمدِ لفظٌ تُحمَد بهِ ومعنىً ينصرفُ إليه، يا من تحمَّد إلى عبادِهِ بالإحسانِ والفضل، وغَمَرهم بالمَنِّ والطَول، ما أفشى فينا نعمتَك، وأسبغَ علينا مِنَّتَك، وأخصّنا بِبرّك، هديتنا لدينك الذي اصطفيت، ومِلّتكَ التي ارتضيت، وسبيلكَ الذي سهّلت، وبصّرتنا الزُلفةَ لديك، والوصولَ إلى كرامتِك..)

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الأنبياء لم ينالوا منازلهم العالية إلّا بالإقرار بولاية عليٍّ وآلِ عليّ
:
❂ يقولُ نبيّنا الأعظم وهو يُحدّثنا عن فضل أمير المؤمنين صلوات الله عليهما، يقول: (إنّ اللهَ توحّد بمُلكهِ فعرّفَ أنوارَهُ نفْسَه -أنوارَهُ يعني الأئمة، الله عرّف الأئمة نفسه- ثُمّ فوّضَ إليهم أمرهُ وأباحهُم جنَّته -أي جنّتهُ الأُخرويّة- فمَن أرادَ أن يُطهّر قَلْبَهُ مِن الجنّ والأنس عرّفهُ ولايةَ عليِّ بن أبي طالب، ومَن أرادَ أن يطمسَ على قَلْبهِ أمسكَ عنهُ معرفةَ عليّ بن أبي طالب والذي نفسي بيده ما استوجبَ آدمُ أن يَخْلُقَهُ الله وينفخَ فيه مِن رُوحهِ وأن يتوبَ عليه ويَردّهُ إلى جنَّتهِ إلّا بنُبوّتي والولايةِ لعليٍّ بعدي والّذي نفسي بيده ما أُريَ إبراهيمُ ملكوتَ السماواتِ والأرض ولا اتّخذهُ -اللهُ- خليلاً إلّا بنُبوّتي والإقرار لعليٍّ بعدي والّذي نفسي بيده، ما كلّم اللهُ مُوسى تكليماً ولا أقامَ عيسى آيةً للعالمين إلّا بنُبوّتي ومعرفةِ عليٍّ بعدي والّذي نفسي بيده، ما تنبّأ نبيٌّ قطّ إلّا بمعرفتهِ والإقرار لنا بالولاية، ولا استأهلَ خَلْقٌ مِن الله النظرَ إليهِ إلّا بالعُبوديّةِ لهُ والإقرار لِعلَيٍّ بعدي..)

• ثمّ قال النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم (عليٌّ ديّانُ هذهِ الأُمّة، والشاهدُ عليها، والمُتولّي لِحسابها، وهُو صاحبُ السِنامِ الأعظم، وطريقُ الحقّ الأبلج السبيل، وصراطُ اللهِ المُستقيم، به يُهتدى بعدي مِن الضلالة ويُبصَر بهِ مِن العمى، به ينجو الناجون، ويُجارُ مِن الموت، ويُؤمَن مِن الخَوف، ويُمحَى بهِ السيّئات، ويدفَعُ الضيم وينزل الرحمة وهُو عينُ الله الناظرة وأُذُنه السامعة، ولسانهُ الناطقُ في خلقه، ويدُهُ المبسوطةَ على عبادهِ بالرحمة، ووجههُ في السماوات والأرض، وجنبهُ الظاهر اليمين، وحبلُهُ القويُّ المَتين، وعروتهُ الوثقى التي لا انفصامَ لها، وبابُه الذي يُؤتى منه، وبيتهُ الذي مَن دَخَلَهُ كان آمناً، وَعَلَمهُ على الصِراط في بعثه ، مَن عَرَفهُ نجا إلى الجنّة، ومَن أنكرهُ هوى إلى النار)

ويقول أيضاً سُليم بن قيس: (إنَّ عليَّاً بابٌ فَتَحَهُ الله، مَن دَخَلَهُ كان مُؤمناً ومَن خرَجَ منهُ كان كافراً).

[توضيحات]
✦ قولهِ: (إنّ اللهَ توحّد بمُلْكهِ فعرّفَ أنوارَهُ نفْسَه) مُرادهُ مِن الأنوار: أي الحقائق النُوريّة المُقدّسة الأُولى لأهل البيت.

✦ قوله: (فَمَن أرادَ أن يُطهّر قَلْبَهُ مِن الجنّ والأنس عرّفهُ ولايةَ عليِّ بن أبي طالب) يعني أنّ ولاية أهل البيت وحُبّهم يكون ملازماً ومصاحباً للقُلوب الطاهرة
فالطهارة لاتكونُ إلّا في القُلوب التي تعرفُ أهل البيت عليهم السلام.

✦ قولهِ: (ما استوجبَ آدمُ أن يَخلُقَهُ الله وينفخَ فيه مِن رُوحهِ وأن يتوبَ عليه ويردّهُ إلى جنّتهِ إلّا بنُبوّتي والولاية لعليٍّ بعدي) هذهِ العبارة وبقيّةُ العبارات التي تليها والتي تتحدّثُ عن الأنبياء وتُبيّن أنّهم لم ينالوا منازلهم العالية إلّا بالإقرار بولاية عليٍّ وآلِ عليّ هذهِ العبارات هي تفصيلاتٌ لِما جاءَ في حديثِ الكساء فنحنُ نقرأ في حديثِ الكساء هذهِ العبارات: (يا ملائكتي ويا سُكّانَ سماواتي، إنّي ما خلقتُ سماءً مبنيّة ولا أرضاً مدحيّة ولا قمراً مُنيراً ولا شمْساً مُضيئة ولا فَلَكاً يدور ولا بحْراً يجري ولا فُلْكا تسري إلّا في مَحبّة هؤلاء الخمسة الذين هُم تحتَ الكساء فقال الأمينُ جبرائيل: يا ربّ ومَن تحت الكساء؟ فقال عزّ وجلّ: هُم أهلُ بيتِ النبوّة ومعدنُ الرسالة، هُم: فاطمة وأبوها وبعلُها وبنوها)

✦  قولهِ: (عليٌّ.. بابُه الذي يُؤتى منه، وبيتهُ الذي مَن دَخَلَهُ كان آمناً) هذا هُو البيتُ الحقيقي أمَّا الدخولُ إلى البيت الحرام فهذا مظهرٌ للدخول إلى لحقيقة الأعمق هو الدخول في ولاية عليّ فالجوهرُ الحقيقي هو عليٌّ كما يُشير أمير المؤمنين إلى ذلك في بيان معنى قوله تعالى {وليس البِرّ بأن تأتوا البيوتَ مِن ظُهورها ولٰكنَّ البِرّ مَن اتّقى وأتوا البيوتَ من أبوابها} يقول: (نحنُ البيوت التي أمرَ اللهُ بها أن تُؤتى مِن أبوابها، نَحنُ بابُ الله وبُيوتُهُ التي يُؤتى منها، فمَن بايعنا وأقرّ بولايتنا فقد أتى البيوتَ مِن أبوابها، ومَن خالفنا وفضّلَ علينا غيرنا فقد أتى البيوتَ مِن ظُهورها)

فحين يقولُ رسول الله عن أمير المُؤمنين أنّه بابهُ الذي مِنهُ يُؤتى وبيتهُ الذي مَن دَخَلَهُ كان آمناً يعني أنّ مَن دَخل في ولايةِ عليٍّ وثبتَ عليها كانَ آمناً في الدُنيا والآخرة ولهذا المعنى يُشيرُ رسول الله حين يقول: (قال اللهُ عزّ وجلّ: ولايةُ عليّ بن أبي طالب حصني فمَن دخل حصْني أمِنَ مِن عذابي)

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
حقيقةُ المبعث النبوي هي الدعوةُ إلى ولايةِ عليٍّ وآلِ عليِّ:
:
❂ سُئل إمامُنا الباقر عن قولِهِ تعالى {يا أيُّها الّذين آمنوا استجيبوا للهِ وللرسولِ إذا دعاكم لِما يُحييكُم} قال عليه السلام (إلى ولايةِ عليٍّ ابنِ أبي طالب، فإنَّ إتّباعَكم إيّاهُ وولايتَهُ أجمعُ لأمرِكم، وأبقى للعدلِ فيكم) [تفسير القمّي]

دعوةُ نبيّنا الأعظم صلّى الله عليه وآله هي دعوةُ الحياة، فالحياةُ الحقيقيّةُ هي في ولاءِ أهلِ البيتِ وفي الكَونِ معهم وبعبارةٍ أدق: الحياة الحقيقيّة هي الكونُ مع إمامِ زمانِنا كما نُخاطبِهُ في زيارتِهِ الشريفة: (السلامُ عليكَ يا عينَ الحياة) ولِذلك فإنَّ رواياتِ العترة الطاهرة تُسمّي اليوم الذي يَظهرُ فيه إمامُ زمانِنا بيومِ (الخلاص) لأنّهُ اليومُ الذي تَتجلَّى فيهِ ثمارُ بعثةِ نبيّنا الأعظم فالحياةُ الحقيقيّةُ هي في الولاء لأهلِ البيت، في الولاء لإمامِ زمانِنا ولذا فإنَّ حقيقةَ المبعثِ النبويّ هي الدعوةُ إلى الولاية، وهذا المعنى واضحٌ في حديثِ أهل البيت، كما يُشيرُ إلى ذلكَ قولُ إمامِنا الباقر في معنى قولِ الله تعالى: {أو مَن كان مَيتاً فأحييناهُ وجَعَلنا لهُ نُوراً يمشى بهِ في الناس} قال: (الميّتُ؛ الذي لا يعرِفُ هذا الشأن -أي أمر الولاية- وقولُهُ: {فأحييناهُ وجَعَلنا لهُ نوراً} أي جَعَلنا لهُ إماماً يأتمُّ به) [تفسير العيّاشي]
:
فالذي يُريدُ أن يبحثَ عن الحياةِ الحقيقيّة، عن حياةِ القلوب فحياةُ القلوبِ هي الحُسين، حياةُ القلوبِ هي عليٌّ وفاطمة وأولادُ عليٍّ وفاطمة حياةُ القلوب هو إمامُ زمانِنا صلواتُ اللهِ عليه بدليل أنّنا إذا رجعنا إلى كُتُب الأدعيةِ والزيارات فإنّنا لا نجد في أعمالِ ليلةِ المبعثِ أو يومِ المبعثِ زيارةً مخصوصةً لرسولِ الله وإنّما نَجِدُ أنَّ الزيارةَ المُستحبّةَ في مناسبةِ المبعثِ الشريف هي زيارةُ أميرِ المؤمنين لماذا..؟ الجواب واضح لأنَّ حقيقةَ بعثةِ نبيّنا الأعظم هي الدعوةُ إلى الولاية، كما يُشير إلى ذلك قولُهُ تعالى في سورةِ المائدة التي تتحدّثُ عن بيعةِ الغدير: {وإنْ لم تفعلْ فما بلَّغتَ رسالتَه} يعني إن لم تُبلِّغ ولايةَ عليٍّ فما بلّغتَ الرسالة..! وهذا الخِطابُ نزلَ في آخرِ سنةٍ مِن حياةِ رسولِ اللهِ للتأكيدِ الشديدِ على هذهِ القضيّة وهي قضيّة تبليغ الولاية.

فحين تقولُ الآية: {وإن لم تفعلْ فما بلَّغتَ رسالتَهُ} يعني أنَّ كُلَّ هذا البناء الذي بناهُ رسولُ اللهِ (وهو الرسالةُ بكُلِّ تفاصيلِها بما فيها تبليغُ القرآنِ والعقائدِ والأحكامِ والأخلاقِ وكُلّ شيء..) كُلُّ هذا لا قيمةَ لهُ مِن دونِ الولايةِ لعليٍّ وآلِ عليّ..! فالولايةُ لأهلِ البيتِ هي الأساسُ وهي حقيقةُ المبعثِ الشريف

ومِن هُنا جاء في القرآن هذا المعنى: {ولا تقولوا لِمَن يُقتلُ في سبيلِ اللهِ أمواتٌ بل أحياءٌ ولكن لا تشعرون} فالمرادُ مِن القتلِ في سبيل الله: هُم الذين يُقتلونَ في سبيلِ عليٍّ وآلِ علي، كما يقول إمامُنا الباقر حين سُئل عن قولِهِ تعالى: {ولئن قُتلتُم في سبيلِ اللهِ أو مُتّم} قال: (سبيلُ اللهِ عليٌّ وذُرِّيتَهُ، فمَن قُتِلَ في ولايتِهِ قُتِلَ في سبيلِ الله، ومَن مات في ولايتِهِ مات في سبيلِ الله) [بحار الأنوار: ج35] فالحياةُ الحقيقيّةُ في ثقافةِ الكتابِ والعترةِ إنّما تكون في التمسُّكِ بأهلِ البيت، والمُراد هو التمسّكُ الحقيقيُّ بأهلِ البيتِ وليس الإدعاء

والتمسّكُ الحقيقيُّ بأهلِ البيتِ يتحقّقُ حينما يكون القلبُ وعاءً وحِرزاً لولايةِ عليٍّ وآلِ عليّ هو التمسّكُ الذي نعرِفُ فيهِ قيمةَ الولايةِ ونعرفُ مقامَ أصحابِها ومقامَ الذي بُعِثَ لأجلها ولترسيخها في قلوبِ العباد وهو نبيّنا صلّى الله عليه وآله.. هذا هو التمسّكُ المطلوب ولايةُ أهل البيت هي التي تَبعثُ الحياة في القلوب.. ومَظهرُ الولايةِ في زمانِنا هذا: هو إمامُ زمانِنا صلواتُ الله عليه لأنَّنا نعيشُ في زمانِهِ.. وكُلُّ شيعةٍ ستُسألُ يومَ القيامةِ عن إمامِ زمانِها

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
{ومَن دَخَلَهُ كان آمِناً} هل كُلُّ مَن دخل البيتَ الحرام يَكونُ آمناً؟ سؤالٌ يُجيبُنا عنهُ أئمةِ أهلُ البيتِ عليهم السلام
:
❂ سُئل إمامُنا الصادق عن قولِ اللهِ تعالى: {ومَن دَخَلَهُ كان آمِناً}؟ فقال عليه السلام: (لقد سألتني عن شيءٍ ما سألني أحدٌ إلّا مَن شاء الله. قال: مَن أمَّ هذا البيت وهو يعلمُ أنّهُ البيتُ الذي أمرَ اللهَ عزّ وجلّ به، وعَرَفَنا أهل البيتِ حقَّ معرفتِنا كان آمناً في الدنيا والآخرة)[تفسير البرهان: ج1]

❂ أيضاً عن عليِّ بن عبد العزيز، قال: قلتُ لأبي عبد الله الصادق عليه السلام (جُعلتُ فِداك، قولُ اللهِ تعالى: {آياتٌ بيّناتٌ مقامُ إبراهيمَ ومَن دَخَلَهُ كان آمناً} وقد يدخُلُهُ المُرجئُ والقَدَري والحروري والزنديق الذي لا يُؤمن بالله؟ فقال عليه السلام: لا، ولا كرامة -يعني أنّ هؤلاء غيرُ داخلين في هذهِ الآية- قلتُ: فمَن جعلتُ فداك؟ قال: مَن دَخَلهُ وهو عارفٌ بحقِّنا كما هُو عارفٌ لهُ، خَرَجَ مِن ذُنوبهِ وكُفِيَ همَّ الدنيا والآخرة) [تفسير العيّاشي]

❂ ورواية أُخرى أيضاً عن إمامنا الباقر تشتملُ على نفس المَعنى ممّا جاء فيها: أنّ الإمام الباقر سألَ أحدَ علماءِ المُخالفين وهو قتادة البصري، قال له: (أخبرني عن قول الله عزَّ وجلَّ في سبأ: {وقدَّرنا فيها السَير سيروا فيها لياليَ وأيَّاماً آمنين} فقال قتادة: ذلك مَن خرَجَ مِن بيتِهِ بزادٍ حلالٍ وراحلةٍ وكِراء حلال، يُريدُ هذا البيت -أي البيت الحرام- كان آمناً حتّى يرجعَ إلى أهله، فقال أبو جعفر الباقر"صلواتُ الله عليه": نشدتُكَ الله يا قتادة هل تعلم أنّه قد يخرجُ الرجلُ مِن بيتهِ بزادٍ حلال، وراحلةٍ وكراءٍ حلالٍ يُريدُ هذا البيتَ فيُقطَعُ عليهِ الطريق، فتذهبُ نَفَقَتهُ ويُضرَبُ مع ذلكَ ضربةً فيها اجتياحه؟ قال قتادة: الَّلهمَّ نعم، فقال الإمام: ويحكَ يا قتادة، إن كنتَ إنَّما فسّرتَ القُرآن مِن تلقاءِ نفسك فقد هلكتَ وأهلكت، وإن كنتَ قد أخذتَهُ مِن الرجال فقد هلكتَ وأهلكتَ، ويحكَ يا قتادة ذلك مَن خرجَ مِن بيتِهِ بزادٍ وراحلةٍ وكراءٍ حلال يَرومُ هذا البيت عارفاً بحقّنا، يهوانا قلبُهُ، كما قال اللهُ عزَّ وجلَّ: {واجعل أفئدةً مِن الناس تهوي إليهم}ولم يعنِ البيتَ فيقول: إليه، فنحنُ واللهِ دعوةُ إبراهيم الّتي مَن هوانا قلبهُ قُبِلتْ حَجَّتَهُ، وإلَّا فلا يا قتادة، فإذا كان كذلك كان آمناً مِن عذاب جهنّم يوم القيامة..)[الكافي الشريف: ج8]

[توضيحات]
الذي يُدقّق في الروايات يجد أنَّ كُلَّ الروايات تُركّز على معرفة أهل البيت ومعرفةِ حقِّهم وأنّ العارفَ لأهل البيت فقط هو الذي يُقبَلُ منهُ الحَجُّ وسائرُ العبادات ويكونُ آمِناً في الدُنيا والآخرة وهذا المعنى نَفسُهُ نَقرؤهُ في الزيارة الجامعة الكبيرة حِين نقرأ فيها: (وفاز مَن تَمسَّكَ بكم، وأمِنَ مَن لَجَأ إليكم) فالأمانُ في الدُنيا والآخرة يكونُ فقط للمُتمسّكين بُعروةِ مُحمّدٍ وآلِ محمّد الوثقى.

وبِعبارةٍ أوضح وأدق:
العارفُ بإمامِ زمانِهِ هُو الذي يُقبَلُ مِنهُ الحجُّ وسائرُ العبادات وتُغفَرُ ذُنوبُهُ ويُكفى همَّ الدُنيا والآخرة، ويكونُ آمناً فإنّ هذهِ الآية {ومَن دَخَلَهُ كٰان آمناً} في أُفُقٍ مِن آفاقِها هي في إمامِ زمانِنا عليه السلام كما يُشيرُ إلى ذلك إمامُنا الصادق حين يقول في معنى قولهِ تعالى: {ومَن دَخَلهُ كٰان آمناً} قال: (في قائمِنا أهلَ البيت، فمَن بايَعَهُ ودخل معهُ ومَسْحَ على يدهِ ودخلَ في عقدِ أصحابهِ كان آمناً)[علل الشرائع: ج5]

ولا غرابة في ذلك فإنّ الصلاة والزكاة والحجّ والصيام وسائر العبادات هي صُور ومظاهر لولاية أهل البيت صلوات الله عليهم كما يُشير إلى ذلك إمامُنا الصادق حين سألهُ داوود بن كثير (أنتم الصلاةُ في كتاب اللهِ عزّ وجلّ، وأنتمُ الزكاة، وأنتم الحجّ؟! فقال الإمام: يا داود نحنُ الصلاةُ في كتابِ اللهِ عزّ وجلّ، ونحنُ الزكاة، ونحنُ الصيامُ، ونحنُ الحج، ونحنُ الشهرُ الحرام، ونحنُ البلدُ الحرام، ونحنُ كعبةُ الله، ونحنُ قِبلةُ الله، ونحنُ وجهُ الله، قال الله تعالى: {فأينما تُولوا فثمّ وجهُ الله}..)

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قال تعالى: وهُدُوا إلى الطيّب مِن القولِ وهُدُوا إلى صراطِ الحميد
:
❂ يقولُ إمامُنا الصادق صلواتُ الله عليه في قولهِ عزّ وجلّ: {وهُدُوا إلى الطيّب مِن القَولِ وهُدوا إلى صراطِ الحميد} قال: (ذلك جعفر وحمزة وعُبيدة وسلمان وأبو ذرّ والمِقداد بن الأسود وعمّار هُدُوا إلى أمير المؤمنين وقولهِ: {حبّبَ إليكم الإيمانَ وزيّنهُ في قُلُوبكم} يعني أمير المُؤمنين، وقولهِ: {وكرّه إليكم الكُفْرَ والفسوقَ والعِصيان} الأوّل والثاني والثالث وهُم رُموزُ السقيفةِ المشؤومة) [الكافي الشريف: ج1]

❂ وحِين سُئِلَ إمامُنا الباقر صلواتُ الله عليه عن قولهِ عزّ وجلّ: {وهُدُوا إلى الطيّب مِن القول وهُدُوا إلى صراطِ الحميد} قال: (هُو واللهِ هذا الأمر الذي أنتم عليه -يعني أمر الولاية-) [المحاسن]

❂ أيضاً جاء عنهم صلواتُ الله عليهم في تفسير القُمّي، في معنى قولهِ عزّ وجلّ: {وهُدُوا إلى صراط الحميد} أي إلى الولاية

✦ فالطيّبُ مِن القول: هُو ولايةُ عليٍّ صلواتُ الله عليه فهي المادّة الطيّبة، وهي أحسنُ القول في قولهِ عزّ وجلّ: {الّذين يستمعونَ القولَ فيتّبعون أحسنَه} كما يقولُ سيّد الأوصياء صلواتُ الله عليه (نزل القُرآنُ أرباعاً: رُبعٌ فينا وربعٌ في عدوّنا، ورُبعٌ سُننٌ وأمثال ورُبعٌ فرائض وأحكام، ولنا كرائمُ القُرآن. وكرائمُ القُران أحْسَنُهُ لِقولهِ عزّ وجلّ: {الذين يستمعون القول فيتّبعون أحْسَنَه} والقُول هو القرآن) [تأويل الآيات] فالمراد مِن القول: هُو القُرآن، وأحسنُ القولِ هي كرائمُ القُرآن، وأمير المؤمنين يقول: (ولنا كرائمُ القُرآن)

✦ القُرآنُ كُلُّهُ كريمٌ مِن أوّلهِ إلى آخرهِ، ولكن في هذا القُرآن هُناك كرائم، يعني "كرائمُ الكريم" وهذهِ الكرآئم هي في العترةِ الطاهرة فإنّ المُراد مِن كرائمِ القُرآن هي الآياتُ التي تحدّثتْ عن أكرمِ الصِفات، وعن أفضلِ الأوصاف وعن أشرفِ المقاماتِ وعن أسمى المنازل وأعلى المراتب التي يُمكن أن تكونَ لِمخلوقٍ بشري وهي منازلُ أهل البيت صلواتُ الله عليهم وهي صِفاتُهم وخِصَالُهم ومَقاماتُهم صلواتُ الله عليهم ولذلك يقولُ سيّد الأوصياء صلواتُ الله عليه وهُو يتحدّثُ عن العِترةِ الطاهرة يقول: (سَمُّوهم بأحسنِ أمثالِ القُرآن هذا عذْبٌ فُراتٌ فاشربوا، وهذا مِلْحٌ أُجاجٌ فاجتنبوا) [تفسير العيّاشي]

✦ الأمير يُشيرُ هُنا بوصْف (العذب الفُرات) إلى أئمتنا صلواتُ الله عليهم فَهُم العَذْبُ الفُرات، وما يَصدُرُ مِنهم هو العذب الفُرات، وهُو الطيّبُّ مِن القول، وهُو أحسنُ القول، وأبلغُ القول، وأجملُ القول وأعذبُ القول وأطهرهُ وأحلاه وأسناه وأمّا ما يَصدُرُ مِن أعدائهم فهُو المِلحُ الأُجاج وسيّدُ الأوصياء يُشيرُ في حديثهِ إلى أنّ الذي يُريدُ أن يُطفِئ حرّ ظَمَأهُ فليشربْ مِن هذا العذب الفُرات السائغ الرويّ وهو معينُ حديثِ العترةِ صلواتُ الله عليهم فكُلُّ هذهِ العناوين: (الطيبُّ مِن القول، أحسنُ القول، كرائمُ القرآن..) في ثقافةِ الكتاب والعترة تعني ولايةَ عليٍّ وآل عليّ صلواتُ الله عليهم وهُم الذِكرُ الأكبر صلواتُ الله عليهم في قولِ اللهِ عزّ وجلّ: {ولَذِكْرُ اللّهِ أكبر} إذ يقولُ إمامُنا الباقر صلوات الله عليه في معنى هذهِ الآية {ولَذِكْرُ اللّهِ أكبر} قال: (نَحنُ ذِكْرُ اللّهُ، ونحنُ أكبر).

✦ وأمّا قولهِ عزّ وجلّ: {وهُدُوا إلى صراطِ الحميد} فصِراطُ الحميد هُو صراطُ اللهِ، وصِراطُ الله هُو بعينهِ الصراطُ المُستقيم الذي هُو مركزُ القرآن ومركز سُورةِ الفاتحة في قَولهِ عزّ وجلّ {اهدنا الصراط المستقيم} وكُلُّ هذا مُفسّرٌ في عليٍّ وآل عليّ صلواتُ اللهِ عليهم كما يقول إمامُنا الصادق صلواتُ اللهِ عليه وهو يُحدّثنا عن معنى (الصراط المستقيم) يقول (هُو أميرُ المُؤمنين ومَعرفتهُ، والدليلُ على أنّهُ أميرُ المُؤمنين قوله: {وإنّهُ في أمِّ الكتابِ لدينا لعليٌّ حكيم} وهُو أمير المؤمنين في أمّ الكتاب) [تفسير البرهان: ج1]

وكما نقرأ في دعاء الندبةِ الشريف:
(ولولا أنتَ يا عليّ لم يُعرَف المُؤمنون بعدي، وكانَ بعدهُ هدىً مِن الضلال ونُوراً مِن العمى وحَبْلَ اللهِ المتين وصِراطهُ المُستقيم) ونقرأ أيضاً في نفس دُعاء النُدبة ونحنُ نُخاطبُ إمامَ زماننا صلواتُ اللهِ عليه: (يابن الصراطِ المُستقيم، يابن النبأ العظيم، يابن مَن هُو في أُمّ الكتابِ لدى اللهِ عليٌّ حكيم)

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
يقولُ تعالى في القرآن الكريم وأَن لوِ استقامُوا على الطريقةِ لَأسقيناهُم ماءً غَدَقاً

❂ يقولُ إمامُنا الباقرُ صلواتُ اللهِ عليه في قولِه تعالى: {وأن لوِ استقامُوا على الطريقةِ لأسقيناهم ماءً غَدَقاً} قال: (يعني: لو استقاموا على ولايةِ عليِّ بن أبي طالبٍ أميرِ المؤمنين، والأوصياءِ مِن ولدِهِ صلواتُ اللهِ عليهم، وَقَبِلُوا طاعَتَهم في أمرِهِم ونَهيهم {لأسقيناهم ماءً غَدَقاً} قال: لأشرَبنا قُلوبَهُم الإيمانَ والطريقةُ: هي الإيمانُ بولايةِ عليٍّ والأوصياء) [الكافي الشريف: ج1]

❂ أيضاً عن سماعة، قال: سمعتُ أبا عبداللهِ
الصادقَ صلواتُ اللهِ عليه يقول في قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {وأن لوِ استقاموا على الطريقةِ لأسقيناهُم ماءً غَدَقاً* لِنفتِنَهم فيه} قال: (يعني استقاموا على الولايةِ في الأصلِ عند الأظلّةِ حين أخذ اللهُ المِيثاقَ على ذُريّةِ آدمَ {لأسقيناهم ماءً غَدَقاً} يعني لكُنّا أسقيناهم مِن الماءِ الفراتِ العذب، وقوله: {لِنفتِنَهُم فيه} في عليٍّ صلواتُ اللهِ عليه) [تفسير البرهان: ج5]

❂ وعن بُريد العجلي، يقول: سألتُ أبا عبداللهِ الصادقَ صلواتُ اللهِ عليه عن قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {وأن لو استقامُوا على الطريقةِ} قال: لأذقناهم عِلماً كثيراً يتعلَّمونَهُ مِن الأئمة. قلتُ: قولُهُ: {لِنفتِنَهُم فيه}؟ قال: إنّما هؤلاءِ يفتِنُهم فيه، يعني المنافقين) [تفسير البرهان: ج5]

❂ أيضاً يُحدّثُنا مُحمّد بن مُسلم، يقول: سألتُ أبا عبداللهِ الصادقَ صلواتُ اللهِ عليه عن قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {الّذين قالوا ربُّنا اللهُ ثُمَّ استقاموا} قال: (استقاموا على الأئمةِ واحداً بعد واحد، {تتنزّلُ عليهم الملائكةُ أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنّةِ التي كُنتم توعدون}). [الكافي الشريف: ج1]

[توضيحات]
✦ قوله: {وأن لو استقامُوا على الطريقة} لابدَّ أن تكونَ الطريقةُ مستقيمةً حتّى يستطيعَ الإنسانُ أن يستقيمَ عليها أمّا إذا كانت الطريقةُ مِعوجّةً فلا يستطيعُ الإنسانُ أن يستقيمَ عليها وهذا المعنى يتّفِقُ مع كونِ أميرِ المُؤمنينَ هو الصراطُ المُستقيم، لِذلك كانت الطريقةُ التي هي ولايتُهُ مُستقيمةً قطعاً.

✦ قولِهِ: {لأسقيناهم ماءً غَدَقاً} المُراد مِن الماء هُنا هو ماءُ الفيض، ومعنى {غَدَقاً} أي مُتوافرٌ ومُتواصل، كما نقول: (عينٌ غيداقة) يعني تفورُ بالماءِ النقيِّ العذبِ الصافي فالمعنى أنّه لو أنَّ الناسَ استقاموا على ولايةَ عليٍّ وآلِ عليٍّ وأطاعوهم لَعرَّفَهم اللهُ حقيقةَ الإمام، ولَصُبَّ عليهم فضلَ الإمام، ومعنى قولهِ: (لأشربْنا قلوبَهم الإيمانَ) يعني تتشرّبُ قلوبُهم ولايةَ أهلِ البيتِ مِثلما يتشرّبُ الثوبُ المنقوعُ في الصُبغِ يتشرّبُ بالصبغِ بحيث يدخلُ الصبغُ في كُلّ أجزائه.

كُلُّ هذهِ المضامينِ الواردةِ في كلماتِ أهلِ البيت تتّفِقُ وتنسجمُ مع نفسِ المضمونِ الذي جاء في الزيارة الرجبيّة فإنّنا نقرأ في الزيارةِ الرجبيّة بعد أن يزورَ الزائرُ أئمتَهُ يقول: (وأن يُرجِعَني مِن حَضرَتِكُم خيرَ مرجع، إلى جنابٍ مُمرِع وخَفضٍ مُوسِّع، ودَعةٍ ومَهلٍ إلى حين الأجل، وخيرِ مصيرٍ ومَحَل، في النعيمِ الأَزَل)

والمُراد مِن الجنابِ المُمْرع: يعني الساحةَ التي تكثرُ أشجارُها وخَمائلها ورياضُها النَضِرة، وتفورُ فيها المِياه فَوراناً هذهِ هي الحياةُ المعنويّةُ {وأن لو استقاموا على الطريقةِ لأسقيناهم ماءً غَدَقاً} هذا هو الجنابُ المُمرِعُ هذا هو العيشُ المعنويُّ بكُلِّ معانيهِ مع أهلِ البيتِ صلواتُ اللهِ عليهم.

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
HTML Embed Code:
2024/06/16 18:02:54
Back to Top