🌿 هل يشرع تقصد ختم السنة الهجرية بعمل صالح ؟

لا يشرع تخصيص آخر العام الهجري بعبادة معينة ، لكنه فرصة لوضع خطة للعام الجديد ، ومحاسبة النفس عما مضى

والبعض يظن أن آخر العام وقت رفع الأعمال وهذا غير صحيح.

🌿 قال ابن القيم رحمه الله :

- عمل العام يرفع في شعبان، كما أخبر به الصادق المصدوق أنه شهر ترفع فيه الأعمال.

- ويعرض عمل الأُسبوع يوم الأثنين والخميس، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.

- ويعرض عمل اليوم في آخره والليلة في آخرها، كما في حديث أبي موسى الذي رواه البخاري.

- ثم إذا انقضى الأجل رفع العمل كله وعرض على الله وطويت الصحف ، وهذا عرض آخر. (طريق الهجرتين ص٧٥).

🌳

✍️ انقضاء العام الهجري ليس له ميزة شرعية ، لكنه مرحلة تطوى وزمن يقضى ، يعتبر به المؤمن ويفيد منه العاقل ؛ فيحاسب نفسه كيف كان فيما مضى ، وكيف سيكون فيما أتى ، والموفق من كانت غايته : ﴿ وَعَجِلتُ إِلَيكَ رَبِّ لِتَرضى﴾ ؛ فعزم على المسابقة للدرجات العلى ، مستعينًا بربه منطرحًا بين يديه ألا يكله لنفسه ، والموفق الذي كلما زاد عمره حسن عمله ، واستفاد من أخطاءه.

🍃 عن أبي بَكرة الثقفي -رضي الله عنه-، عن النبي ﷺ قَالَ: " الزَّمَانُ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَةِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ؛ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا ، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ، ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ؛ ذُو الْقَعْدَةِ ، وَذُو الْحِجَّةِ ، وَالْمُحَرَّمُ ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ ". رواه البخاري


🔍 قيل : الحكمة في جعل المحرّم أول السنة أن يحصل الابتداء بشهر حرام ويُختم بشهر حرام ، وتتوسّط السنة بشهر حرام وهو رجب ، وإنما توالى شهران في الآخر - ذو القعدة وذو الحجة - لإرادة تفضيل الختام ، والأعمال بالخواتيم .



📚 فتح الباري لابن حجر

✍️مع دخول العام الهجري الجديد اليوم..
أسال الله لكم عاما حافلا بالتوفيق والبركة والإنجاز والنجاح في الدارين.

وهذه أربع لمحات موجزة عن التخطيط للعام الجديد

ـــــــــــــــــــــــــــ(1) ــــــــــــــــــــــ

لا تعقّد موضوع رسم الخطة الشخصية لهذا العام الهجري الجديد..

الأمر ببساطة :

أن تحدد (هدفاً واحداً) في كل مجال من المجالات التالية:
- الإيماني (الصلة بالله)
- العلاقاتي (الأسرة - الأصدقاء ..)
- المعرفي (دراسة - قراءة ..)
- المالي ( زيادة الدخل - الادخار - الاستثمار..)
- المهني ( تجويد العمل- تخصص - ترقية)

ـــــــــــــــــــــــــ(2)ـــــــــــــــــــــــــــ

لست ملزماً بعرض ما تكتبه في خطتك الشخصية الخاصة بك على الآخرين، فإن من الناس مثبّطين ، وساخرين، وحاسدين.

لذا : خطط ، واعمل بهدوء للوصول إلى أهدافك ..

وهم سيلاحظون تميزك.


ـــــــــــــــــــــــــــ(3) ـــــــــــــــــــــــ

نحن في الأسبوع الأول من العام الهجري الجديد ...

فجميل أن تخصص هذا الأسبوع لكتابة خطتك الشخصية .

ثم :

ضعها أمامك.. في جوالك ، في مكتبك ، حيثما جلست

ـــــــــــــــــــــــــ(4)ـــــــــــــــــــــــــــ

لا تنشغل بـشكل الخطة الشخصية، واستخدام برامج التصميم ، والمبالغة في الشكليات ...

ولكن :  
ركّز على المضمون ، ولتكن بخط اليد في دفتر ، أو في تطبيق الملاحظات، أو في مستند بتنسيق وورد أو إكسل..

الشي الأهم : أن تكون أهدافاً تستحق العمل عليها .



أخيراً ..

" الأهداف ليست ضرورية فقط لتحفيزنا، ولكنها أيضاً شيء أساسي يبقينا أحياء بحقّ"  

‎الحياة تمضي .. إلى متى ؟ 🔍



‎للشيخ سلطان بن حمد العويد رحمه الله 📚‌‏

🍃 قال الإمام ابن القيّم - رحمه الله - :

"الله تعالى لا يبتلي عبده ليهلكه ، وإنما
يبتليه ليمتحن صبره وعبوديته ، فـإن
لله تعالى على العبد عبودية الضراء ".


📚 الوابل الصيب(١/ ٥).

✍️‏ أُخِّر التأريخ من ربيع الأول إلى المحرم ، لأن ابتداء العزم على ‎الهجرة كان في المحرم ، إذ البيعة وقعت في أثناء ذي الحجة وهي مقدمة الهجرة .
فكان أول هلال استهل بعد البيعة والعزم على الهجرة المحرم ، فناسب أن يُجعل مبتدأ .


🔍 قال ابن حجر رحمه الله :

وهذا أقوى ما وقفت عليه من مناسبة الابتداء بالمحرم .

🍃 الأيام والليالي خزائن للأعمال ، وهي عمر الإنسان ، فينبغي أن يُودِعَ فيها ما يَسُرُّ في القيامة ، فإذا ضاعت سُدًى فهو مغبون ، وفي الحديث: ( نِعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ ) والمغبون الذي باع هاتين النعمتين برُخص ، ولو أنَّ إنسانًا باع سلعته بربع القيمة أو عُشر القيمة فهذا مغبون غبنًا شديدًا ، لكن أين هذا من غَبن الآخرة الذي هو الغبن حقًا ؟!
حتى أنكر بعض أهل العلم أن يوجد في الدنيا غبن ؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول : ( ذَٰلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ) فحصر التغابن في ذلك اليوم .


———
✍️الشيخ عبدالكريم الخضير
شرح كتاب الفتن من صحيح البخاري - ص٧٥ 📖

🍃 قال ‏العلامة محمد الخضر حسين رحمه الله :

« وفي الاعتماد على التاريخ الهجري محافظة على ذكرى مبدأ علو الإِسلام وظهوره على الدين كله.

وكان صاحبنا العلامة أحمد تيمور باشا يقتصر في مراسلاته على التاريخ الهجري معتمدًا هذا الاقتصار ، حتى في مخاطبة الجمعيات أو الشركات الأجنبية ».
‎